إنها نزهة بايدن التي اختارها لتكون فوق الألغام التي زرعها في طريقه السياسي، حتى قبل أن يصل إلى البيت الأبيض الذي باتت تتصاعد منه وبكثافة شديدة الأدخنة السوداء!!.
بايدن الذي لم يستطع الصعود إلى سلم الطائرة الرئاسية دون أن يتعثر عدة مرات، كيف له .. وهو الذي لم يعد يتهم بإصابته بأمراض الشيخوخة فحسب، بل بات يتهم أيضاً بإصابته وعن طريق العدوى من سلفه ترامب بحماقات وعاهات السياسة، كيف له أن يسير بين الألغام التي زرعت في حقل من لهيب!؟.
هي بلا شك مجازفة ومحاولة غبية لتقليد ترامب الذي فتح منذ اللحظة الأولى لولايته الرئاسية كل أبواب التصعيد والابتزاز والاستغلال، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يبدو أنه فقد كل حواسه الطبيعية والسياسية، تناسى الفروق الكبيرة في الحماقة و(النباهة) بينه وبين دونالد ترامب الذي يتقدمه بعقلية التاجر الجشع الذي يشم ويستشعر عن بعد مصادر ومناجم المال والثروة والابتزاز!؟.
يبدو أن المشهد يسير على ذات الخطا، خطا بايدن المتعثرة داخل حقل من الألغام التي زرعتها الولايات المتحدة هنا وهناك، وهذا مؤشر لمرحلة مقبلة ربما تكون الأخطر لأنها باتت الأقرب إلى جاذبية الغطرسة الأميركية التي ما تزال تتجاهل كل التحولات الجارفة التي ضربت الواقع الدولي، ولاسيما نسفها لقواعد الأحادية وتفرد القوة المطلقة.
كل الاحتمالات مفتوحة على المجهول، وكل الخيارات أضحت موضوعة على الطاولة، ولاسيما في ظل التصعيد الأميركي المتدحرج على الأرض، والإصرار على فتح جبهات ومعارك جديدة عنوانها الرئيس (إعادة الهيبة الأميركية) وردع خصوم وأعداء الولايات المتحدة بعد مرحلة سابقة تلقت فيها الأخيرة الكثير من الصفعات والهزائم والإخفاقات التي صنفت ضمن سياق بداية احتضار الإمبراطورية الأميركية.
نبض الحدث- فؤاد الوادي