الموسيقي العربي واللغة البديلة !

الثورة أون لاين – علي الأحمد:

هل استطاع الموسيقي العربي المعاصر ،عبر استعارته لغة الآخر ، تكريس حالة ابداعية تقود الى عودة الروح والحياة في أوردة هذا الفن المتكلسة بفعل تيارات التغريب والتهجين ؟ أم ان الأمر لايعدو ان يكون نوع من مواكبة صرعات وموضات العصر الموسيقية التي تفتقد من دون ادنى شك الى تأطير منتوجها بأبعاد الدور الرسالي العظيم الذي حمله هذا الفن منذ ان التمس الموسيقي القديم عوالم الجمال والتعبير الدرامي في منتوج كُتب للانسان العربي وقراءة دواخله والتعبير عن مطالبه الروحية الوجدانية .
– في حقيقة الامر ،نرى أكثر من تبنى هذه اللغة البديلة ،لايبالي كثيرا بالطروحات الفكرية والجمالية لهذا الفن ،كل مايهم هنا ،هو إرضاء الآخر ونيل بركاته والسير على منواله مهما بلغت التنازلات وحدة التصاغر في حضرته ،والقليل منهم بات يستشعر خطورة هذا التوجه والانقياد الأعمى نحوه ،خاصة إذا ماعلمنا كيف يتم استلاب العقول وتدجينها عبر تلك المنظومات الثقافية الماكرة المؤدلجة ،وبالتالي محاولة طمس وتهميش الرموز المضيئة في الثقافات الوطنية وإمحائها من الذاكرة الجمعية ما استطاعت اليه سبيلا ،وهي تستطع فعل كل ذلك حين يسمح لها هذا الموسيقي او ذاك ،ويهيئ لها كل العوامل التي تساعدها على تحقيق وتكريس لغتها الموسيقية البديلة هذه ،وهي مع الأسف لغة تجارية واستهلاكية تتبنى كل ماهو عابر وزائل ،وكل ما يحطم القواعد والأصول والتقاليد الراسخة ،لغة فقيرة الى حد الخواء والعماء الفكري على كافة المستويات الذوقية والجمالية ،لأنها ابنة الفن للفن ،وسليلة حركات الدادا الفنية التي تبنت منذ. نشأتها حركات تدمير الموسيقى ،من اجل التدمير ولاشيء سواه ،وهي هنا تفصح عن أهدافها التخريبية علانية ومن دون وخزة ضمير او صحوة عقل ،هي بشكل او بآخر صدى وانعكاس لعصر ملتاث فقد عقله وأضاع رشده ،حيث حمى الحروب والخراب وتسليع الانسان بات يجتاح العالم ،ولاحاجة لذكر الأمثلة فالعرض مستمر وبجودة عالية ، المهم في الأمر تكريس هذه اللغة المريضة ومحاولة إنعاشها بكل ماهو حسي مريض عبر إيقاظ الغرائز واللعب على وتر أو ثيمة الجسد والعري المعولم الذي يكتسح الفنون في العالم ،ولاعزاء لتلك اللغة الكلاسيكية العظيمة التي ابدعت وعلى مر التاريخ كل الجمال الموسيقي النادر ،الجمال الذي اجترحته ذهنية معرفية لمفكرين وعلماء وفلاسفة ،تداعوا على مر العصور الى تحميل وتجميل هذا الفن برسالة واحدة ووحيدة ،هي كتابة الانسان موسيقيا وقراءته من منطلق أخلاقي وتربوي عبر ماتختزن هذه الموسيقى من طاقات تعبيرية وجمالية عظيمة ،هذا الفن الذي انضم عبر الابحاث الاغريقية الى العلوم الرياضية الشهيرة الحساب والهندسة والفلك ليكتمل هذا الرابوع الرياضي وتتحقق المعرفة الموسيقية المثلى عبر فهم الكون والانسان في تأثر كل ماهو أرضي بماهو سماوي كما قراته الفلسفة الفيثاغورية عبر علاقة النغم والعدد ،انه إذاً الفن النبيل والعظيم الذي صيغ على إنموذج الأنسجام الكوني ،والذي لم يكن أبدا ابن تلك المقولة العقيمة مقولة” الفن للفن” كما تعتنقها منظومات العولمة ومابعدها . نعم لم يستطع الموسيقي العربي المعاصر في تكريس حالة ابداعية وجمالية في موسيقانا العربية عبر استعارته لغة الآخر المختلف المغاير ،بالرغم من كل التقانات المتوفرة ،لسبب بسيط وهو ان منتوجه الموسيقي يفتقد الى جذور راسخة في تربة وطين هذا الفن ،كما يفتقد الى القدرة على التعبير عن قضايا الوطن والانسان العربي كون هذا المنتوج يفتقر الى هذه الرؤية الواضحة ،هدفه كما أسلفنا إرضاء الآخر ومحاولة تدجين الذائقة الغربية ،بلغة موسيقية مستعارة ،ألم يقل جبران يوما ما “ويل لأمة فنها الترقيع ؟ !

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!