لاشك في أن مباراتي البحرين وإيران مع منتخبنا تأتيان ضمن خطة الاستعداد لمباريات التصفيات إلى كأس العالم مفيدتان في كثير من الجوانب الإدارية والفنية، وكذلك على الصعيدين الفردي والجماعي.
والفائدة تتحقق بقدر استيعاب الدرس وانعكاس الدروس التي استخلصت من هاتين التجربتين وما سبقهما من تجارب أخرى على خطة العمل في المستقبل.
ولعل من أهم وربما أول هذه الدروس التي يجب الاستفادة منها والأخذ بها هو خطأ وجود المدرب بعيداً عن المنتخب لفترات طويلة جداً، الأمر الذي جعل تأثيره في اللاعبين والمنتخب كله محدوداً، وهذا البعد كان بلا عذر وبلا أي مبرر، لأنه إذا كانت كورونا هي السبب، فكورونا موجودة في العالم كله وفي تونس أيضاً، وإذا كان هناك عذر آخر مقنع لانعرفه، فحبذا الإفصاح عنه، مع التأكيد أن معظم وربما كل مدربي المنتخبات الأخرى موجودون حيث يعملون ويدربون.
والطريف أن المدرب نفسه اشتكى من ضعف اللياقة، والإعداد البدني للاعبين وتحديداً من يلعبون بالدوري المحلي، بسبب ضعف الدوري وضعف التدريبات كما قال، فلمَ لم يحرص على التواجد وتصحيح أو علاج هذه المشكلة؟! بل السؤال الكبير الذي يطرح نفسه وهو موجه لمدرب محترف خبير: كيف يرضى على نفسه توقيع عقد مع اتحاد لقيادة منتخبه والبقاء بعيداً في بلده لأشهر؟ هل هذا مقبول؟!
قد تكون الحجة أنه لا معسكرات ولا مباريات ودية خلال الفترات ما بين أيام الفيفا الموزعة على مدار العام، ولكن هل هذا يعني أن نبقى بلا عمل، وقد تبين أن هناك عملاً كبيراً يحتاجه المنتخب الذي تراجع كثيراً.
كما قلنا المباريات السابقة حملت الكثير من الدروس، فهل نستفيد ونرى المدرب خلال الأشهر القادمة التي تسبق المباريات الرسمية في حزيران القادم هنا إلى جانب اللاعبين وقد أعد خطة مناسبة لعلاج ما كان من أخطاء وثغرات؟ أم سيكون الشعور بأن المباريات المتبقية ليست صعبة وأن منتخبنا شبه متأهل، وبالتالي التعامل بشيء من التساهل والتراخي مع المرحلة القادمة والاستمرار على النهج ذاته والمتابعة عن بعد.
ما بين السطور- هشام اللحام