بايدن والحصاد المر

يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ بحصاد ثمار حماقات سلفه دونالد ترامب التي زرعها في المنطقة، والتي كانت بمثابة حقول من الألغام أمام الإدارة الجديدة بهدف إشغالها بتفكيك جميع تلك الالغام، والتي حرص ترامب على أحد أمرين من وراء نثرها في دروب بايدن السياسية، اما الانفجار بخططه وإفشال فترة ادارته للبيت الابيض؛ أو حصر تلك الخطط في تصليح و”ترقيع” ما أفسده ترامب.
سهلة كانت عملية تصحيح بعض اخطاء ترامب، وسهلة كانت عملية التصحيح والتدارك بالنسبة لبايدن، كالعودة الى اتفاقية المناخ؛ والهجرة، والعقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وغيرها الكثير ، الا أن ثمة قرارات اتخذها ترامب؛ كانت صعبة الحل على الادارة الجديدة لسبب بسيط أن زمامها ليس فقط بيد أميركا بل متعدد الاطراف، كما هو حال الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني؛ والذي شكل فيه ثبات ايران بالتمسك بحقوقها، صفعة قوية لادارة بايدن لم تكن في حسابات بايدن.
انسحب ترامب من الاتفاق بشكل أحادي، واعاد فرض العقوبات والحصار على ايران، وتعاملت طهران مع الامر وفق مقتضاه وبما يضمن حقها، واراد بايدن العودة مع شروط جديدة، تمكنه من الضغط على إيران وتسلبها حقها في العديد من الأمور، الا أن الرد كان واضحا على لسان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي :”عودة واشنطن الى الاتفاق النووي لا تحتاج الى مفاوضات”، وقبل ذلك ترفع جميع اشكال الحظر الذي فرضته على ايران، من دون مفاوضات أيضا.
مرونة كبيرة ابدتها إيران تجاه ” الاتفاق النووي”، فلم ترفض مبدأ الحوار للتوصل الى حل، فكانت حاضرة في اجتماع أمس الجمعة “1+4” (الصين روسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ) الافتراضي، وأعلنت عزمها الحضور الثلاثاء المقبل في فينا، حيث اعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، موافقة طهران وبقية أعضاء الاتفاق النووي على عقد اجتماع حضوري في فيينا، إلا أنه نفى ان يكون هناك أي لقاء بين إيران واميركا، وان هدف الاجتماع هو إنهاء سريع للعقوبات يتبعه وقف إيراني لخفض الالتزامات بالاتفاق النووي، ولا داعي للقاء إيراني أميركي.
لقد اثبتت ايران أنها قوية بالحق، وعليه اذا لم يلتزم الاخر ويحترم توقيعه فان الصمود والحق الايراني يلزمه باحترام تواقيع الآخرين، وهو ما جعلها تتمسك برفض أي خطط لرفع الحصار عنها بشكل تدريجي،أو اجراء حوار مباشر أو غير مباشر مع اميركا؛ كما أثبت الأيام ان اميركا ضعيفة بالباطل، وانها باتت ملزمة بدفع أثمان حماقات ادارتها السابقة، والالتزام بالاتفاق النووي دون شروط، ورفع الحظر والعقوبات عن ايران، والبدء بحصاد زرع ترامب المر في المنطقة.

Moon.eid70@gmail.com

حدث وتعليق – منذر عيد

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز