البعث.. حمل هموم الجماهير ودافع عن قضاياهم

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

لم يكد يمضي سوى عام واحد على يوم الاستقلال والحرية وحدث الجلاء الفرنسي عن أرض سورية الطاهرة في 17 نيسان عام 1946 حتى انبثق فجر البعث في السابع من نيسان من العام 1947، معلناً ولادة حزب الجماهير الكادحة التي كان لتضحياتها الغالية الفضل الأول في طرد المحتل الفرنسي، والحصول على الاستقلال الناجز بعد 26 عاماً من الثورات والمقاومة والنضال والكفاح السياسي، حيث أعلن البعثيون الأوائل من قلب دمشق تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ليقود نضال الشعب العربي في سورية وفي باقي الأقطار العربية من أجل الانبعاث والنهوض وتفجير كل الطاقات والإمكانات في معركة البناء والتنمية التي تحتاجها الأمة في مرحلة خلاصها من المستعمر الأجنبي وبناء مستقبلها.
لقد شكّل حزب البعث من خلال سلامة أهدافه ووضوح “الوحدة والحرية والاشتراكية” ونقاء وأصالة مبادئه ومناداته بالأمة العربية الواحدة ذات التاريخ العريق ورسالتها الخالدة نقلة نوعية في تاريخ العمل السياسي في سورية والمنطقة، إذ استطاع الحزب من خلال سلوك مناضليه وإيمانهم بعظمة الأمة العربية وتبنيهم لقضايا الجماهير والقضايا القومية العادلة ولا سيما قضية فلسطين أن يجذب بأفكاره التقدمية قلوب ملايين العرب في كل مكان، حيث لم يكد قطر عربي يخلو من شرفاء وأصحاب فكر يتبنون نفس الفكر الذي جاء به الحزب منذ يوم تأسيسه ويشعرون بالانتماء إليه بالعقيدة.
لقد شعر كل أبناء الوطن العربي الكبير من أقصاه إلى أقصاه أن حزب البعث هو المعبِّر الأصيل والصادق عن روح الأمة وأهدافها وتطلعاتها وعن أهداف الجماهير وتطلعاتها، إذ استطاع في سنوات قليلة من الوصول إلى كل بيت، وأن يجمع حوله قلوب الملايين من المحيط إلى الخليج، لأنه عبر بالقول والفعل عن كل ما تحتاجه الأمة العربية من أجل النهوض من واقع التجزئة والضعف والانقسام إلى واقع الوحدة والتعاضد والقوة، من أجل حجز الدور الذي يليق بأمة صاحبة تاريخ عريق وماض مجيد، كي تأخذ مكانها بين أمم الأرض.
لم تكن مسيرة البعث لتحقيق أهدافه وتطلعاته وإنجاز مشروعه العربي النهضوي مفروشة بالورد بل حفلت بالكثير من المصاعب والمطبات بسبب تأثير القوى الأجنبية الطامعة وعملائها في الداخل من أحزاب انتهازية مرتبطة بها، فكان لزاماً على البعث أن يقاتل على أكثر من جبهة في وقت واحد، لكي ينجز رسالته، لذلك كانت الحرب عليه مبكرة، واستمرت في كل مراحل نضاله، وبشكل خاص منذ ثورة الثامن من آذار المجيدة عام 1963 في سورية، حيث بات باستطاعة البعث وهو الذي أصبح قائداً للدولة والمجتمع أن يبدأ بتحقيق الأهداف التي وعد بها جماهيره العريضة، لتبدأ مرحلة إعادة الحقوق إلى أصحابها في الداخل وفق مبدأ “الأرض والمعامل والمصانع لمن يعمل بها” وإنهاء زمن الإقطاع والعبودية والاستغلال والبرجوازية وتحقيق الملكية العامة لوسائل الإنتاج كجزء من الاشتراكية التي كانت من أهداف الحزب لتحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الشعب، لتليها مرحلة النضال القومي من أجل توحيد جهود وإمكانات الأمة العربية في معركة تحرير فلسطين وجمع شمل الأمة التي تتناهشها أطماع الدول الاستعمارية والقوى الخارجية، فتتالت الضغوط والمؤامرات التي تريد قهر الأمة العربية، فكان عدوان حزيران عام 1967 وبعض الحركات والتحركات المشبوهة التي كانت تريد سرقة البعث من جماهيره.
ولكن مسيرة حزب البعث شهدت أزهى مراحلها مع قيادة القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد، للحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين ثاني عام 1970، وهو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث أعادت الحركة المجيدة لسورية وجهها العروبي الأصيل وأصبحت دمشق في عهدها قلب العروبة النابض بحق، وقد بذل القائد المؤسس جهوداً جبارة لإزالة آثار عدوان حزيران ولمّ الشمل العربي، فكانت الوحدة بين سورية ومصر وليبيا التي مهدت لحرب الشرف والكرامة والتحرير في السادس من تشرين أول عام 1973 حيث خاض العرب مجتمعين آنذاك أروع ملاحم الشرف والبطولة والفداء في سبيل تحرير أرضهم المغتصبة واستعادة كرامتهم المسلوبة والتذكير بماضيهم العريق، وهو ما أسس لمرحلة جديدة من التعاون والتضامن والتكاتف العربي غير مسبوقة في التاريخ العربي الحديث، أجبرت العالم على الاعتراف بالحقوق العربية وتأييده لاسترجاعها بكل الوسائل المشروعة.
وفي العام 2000 جدد السيد الرئيس بشار الأسد مسيرة حزب البعث عبر مشروع التحديث والتطوير في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأمر الذي نقل سورية إلى مرحلة جديدة من النهوض والتنمية الشاملة، لكن أعداء الداخل والخارج لم يرق لهم ذلك فكانت حربهم الإرهابية المستمرة منذ عام 2011 حتى اليوم من أجل تدمير سورية وإجهاض دورها وإضعاف روح البعث فيها، ولكن شعبنا الأبي وقف لهم بالمرصاد وقدّم أغلى الضحايا لتبقى سورية شوكة في حلق الأعداء، حيث أثبت أبناء البعث الأوفياء بأنهم على قدر الرهان وأنهم حملة الرسالة الخالدة التي عبر عنها حزبهم العظيم.
اليوم ومع حلول الذكرى الرابعة والسبعين لميلاد حزب البعث ما زال حزبنا العظيم يحمل هموم الجماهير العربية ويعبر عنها ويدافع عن قضاياها، وهو ما يكسبه الحيوية والاستمرار ويجعله التجسيد الحي والأصيل للنضال ضد كل أشكال التجزئة والاستعمار والتدخلات الخارجية، فكل عام وحزب البعث عنوان التجدد والكفاح والولادة والنهوض لأمة ذات رسالة خالدة.

آخر الأخبار
قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك