ليس من السهل.. ولا من الموضوعي الدقيق، وصف العالم بالكئيب.. في الغالب يأتي ذلك من عكس الكآبة الداخلية للفرد على العالم..
أنا مستعد للاعتراف بما أعانيه من كآبة.. لا يمنعني عن ذلك، أن العالم المحيط بي بريء منها.. بل إن حديث الكآبة السائد يوازي أو يتخطى الحديث عن أحوال الطقس.. وقد قل كثيراً عدد المتعاطفين مع من يشكو الكآبة..!!
الجواب الذي يرد على شكوى الكآبة، غالباً يكون: من هو البريء من الكآبة.. ؟! مع شيء من السخرية..
لكن – كما أقدر – من السهل أن نرى طيف الكآبة يمسح وجوه الغالبية من سكان العالم وشعوبه.. كما تُعرض علينا أحوالهم… الأحداث والتحركات المنقولة لنا من شوارع العالم وساحاته.. هي بيان يومي أو ساعي عن معاناة البشرية الحياتية.. الحروب ونشر الدمار والموت والفقر الشديد والأوبئة والفساد وتهديم كرامات الأوطان والمواطنين.. وغيره الكثير.. كلها تجعل الاستنتاج أن ثمة كآبة تجتاح العالم.. منطقي جداً.. وإن اختلفت النسب والمعايير والمسببات..!!
هذه المسببات وإن تغيرت وتباينت.. تتحد في نقاط عدة في طليعتها الحصار.. حصار العالم.. الذي تفاقم واشتد إلى درجة أنه بنسبة كبيرة، أصاب أبطاله ومستخدميه.. وأصاب وسيصيب من يلوذ بهم بحثاً عن الخلاص..!!ّ
الولايات المتحدة الأميركية تحاصر العالم، مستخدمة سيطرتها على المؤسسات المالية العالمية والإعلام.. وخلف ذلك تقف القوة العسكرية الضاربة..
إلى الآن.. لم يستهد العالم إلى طريق للخلاص..!! أكثر من ذلك أن معظم دول العالم وسكانه يختارون لمقاومة الحصار، أن يلوذوا بمرتكبيه متوهمين ذلك طريقاً للخلاص.. رغم تعدد حالات فشل التجربة.. ورغم أن الحصار الذي يخنق عديد شعوب العالم والذي تفرضه الولايات المتحدة مستعينة بالحلفاء، يخنق أيضاً أميركا و”حلفاءها” .. لكن حالة العداء الحيوي للحصار الأميركي المفروض على البشرية.. لم تتشكل بعد!! رغم وجود بعض الحالات ربما التي قد تكون مبشرة.. لكنها حتى الآن ليست فاعلة وربما ليست مفعلة.. و ما زالت في طور التحركات الأولية.. كما في الاتفاق الصيني الإيراني..
إلى أن يخوض العالم طريقاً معكوساً للخلاص من الكآبة التي يسببها الحصار.. فإنه يلوذ – غالباً – بأميركا و حلفائها.. عوضاً من أن يتجه لمقاومتها.. ويبدو أن الطريق طويل..
كآبة العالم…- أسعد عبود