للصمت حكاياته

يسعون لتحطيمنا اقتصادياً، بقوة ما يسمى “قانون قيصر”، وما سبق وما تلا.. حتى لا يبقى لنا حلم وردي، ولا حتى باهتاً بلا ألوان. يحاولون ضرب أي علاقة سوريّة مع أي دولة إقليمية أو عالمية، تكون تكاملية أو قابلة للشمولية والديمومة، كما بيننا وإيران والصين، أو روسيا.. تلك التي تعتمد على المساواة والنفع المتبادل واحترام السيادة.

والصمت يروي حكايات خلف الأبواب المغلقة، لعيون ترنو لفرج على غير موعد.. تُراه يكون أو لا يكون، سكون تعتلج خلفه آهات متعبة؛ تثقب الجدران بصمت مثقل بدموع طفل حرمته الحرب أغلى من في الدنيا.. أباه؛ واليوم هو محروم مما يشتهي.

يمارسون علينا حرباً متلطية خلف ستار الحصار، الذي جعلوا منه جسر عبور في محاولة لإيصالنا للذل والخنوع الذي يؤدي للاستسلام. لكن مازال فينا بقايا احتمال يراهن عليه مع الأسف جهلة، يمارسون علينا أنظمة اقتصادية مهترئة.

ولاّهم جهلُ طغاة أصغر من مواقعهم، انهزاميون في المجابهة، لا يواجهون. بيدهم المال، ويتحكمون بأفواه وبطون العباد. أولئك العابثون بقوت الشعب تسعدهم أيامهم المترفة، التي تصم آذانهم عن آهات الحيارى، التي تزداد زفيراً من صدور متعبة، وبطون انكمشت على ذاتها.

إنهم لا يرون الويلات التي تعم ما بين الطوابير، لأن نظاراتهم السوداء وكروشهم تحجب رؤيتها. والشماعة جاهزة لتعليق خيباتهم.. قانون قيصر.. الحصار.. وكأن البلاد صحراء رمالها متحركة، لا ينبت فيها إلا الموت. ناسين أن تربها المرويّ بدم الشهداء أطيب وأغنى من كحلٍ في عين حسناء.

أولئك أبناء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من نذروا أنفسهم لساحات الوغى تحريراً للأرض المعمدة بنجيعهم.. ينشدون النصر رغم وقائع الحرب اللعينة مختلفة المعارك، ليحيا أبناؤهم بكرامة.

رجال يمشون للنور على أنغام تراتيل الشهادة، إيماناً بشروق شمس في أرجاء الوطن كافة، فهل من نورٍ يسعى إليه أصحاب القرارات (غير المدروسة).. لتكون قراراتهم أكثر دقة، تعزز قدرة صبر المواطن؛ على ضنك الحياة المتشعب ما بين إرهاصات ضغط المعيشة، وبلاء الكورونا الذي لم يعرف له دواء ناجع حتى الآن.

خلف الجدران للصمت حكايات رهيبة، في أوقاتنا العصيبة هذه نحتاج جميعاً إلى تعزيز قوانا الفكرية، وشحذ أقلامنا لتدون قرارات توازي عزة سلاحنا المحضون بيد أشاوسنا؛ على أرض تستحق منا العهد وعربون وفاء، وذخيرة حية لسلاح نفوسنا. تمهرها على أوراق قراراتنا أحرف أبجديتنا لنقش نصر قادم.. لابد أن تكون حروفه مضاءة بدم الشهداء وبريق شمس تغزل أسماءهم مع سنابل القمح وضفائر الخنساوات.. وتبقى للصمت حكاياته..

إضاءات- شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا