دول منظومة العدوان على سورية لا تستطيع أن تبدل من جلدها الاستعماري، ولا أن تسعى لإرساء حالة صحية تسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين، أو تحقيق الاستقرار في منطقتنا، بل همها فقط تحقيق مصالحها العدوانية الاستعمارية عبر نشر الفوضى الهدامة، والاستثمار بالإرهاب، وممارسة سياسات الابتزاز والضغوط.
وارتباطاً بهذه القاعدة البديهية فإن هذه المنظومة الشريرة لا تستطيع أن تمرر اجتماعاً أو مؤتمراً دولياً عاماً من دون أن تنفث سمومها ضد الدولة السورية والشعب السوري، علها تحقق أجنداتها التي عجزت عن تحقيقها بالعدوان والإرهاب والحصار والتجويع وفرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب.
من هنا يأتي مشروع القرار الفرنسي الغربي المقدم إلى الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المقررة أواخر الشهر الجاري، هذا المشروع الذي يعبر مجدداً عن هذه الأجندات الاستعمارية والنيات العدوانية لهذه المنظومة ضد سورية وشعبها، وتجاوزها لمبادئ القانون الدولي، وسعيها الدائم لجعل منظمة “الحظر” منصة للهجوم على سورية لأنها ترفض الإملاءات الغربية، وجعلها مطية وأداة لتنفيذ أجنداتها.
من جديد إذاً تذهب دول منظومة العدوان إلى النبش بمزاعمها وافتراءاتها حول ما تسميه “عدم امتثال سورية” المزعوم لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، مع أن سورية أتلفت مخزونها من هذه الأسلحة بإشراف أممي منذ زمن بعيد، وتعاملت مع المنظمة بكل شفافية، ومع أن العالم يدرك تماماً أن التنظيمات الإرهابية هي التي أنتجت مسرحيات الكيماوي وفبركتها لاتهام الجيش العربي السوري بالقيام بها، وشاهد بالأدلة كيف تزيف منظومة العدوان التقارير الدولية، وكيف تضغط على “حظر الأسلحة” لتمرير أجنداتها وتسييس هذا الملف.
اليوم تعود منظومة العدوان لتتعرى على حقيقتها التضليلية، وتنفضح أهدافها المشبوهة للقاصي والداني، فكل مشاريع قراراتها وكل أكاذيبها التي تمتلأ بها صفحات تلك المشاريع لا أدلة فيها ولا براهين قاطعة ولا حجج ثابتة، بل ترتكز على شهادات إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء” وبقية التنظيمات المتطرفة التي أنجزت مسرحياتها الكيماوية التي تتاجر بها باريس ولندن وواشنطن في كل مناسبة، وتستخدمها للضغط على سورية وابتزازها.
من نبض الحدث- بقلم مدير التحرير – أحمد حمادة