يتلبد المشهد بغيوم التصعيد الأميركية التي لم تعد تملأ سماء المنطقة فحسب، بل باتت تغزو سماء العالم، وهذا ما يؤكد مجدداً إصرار الولايات المتحدة على الدفع بالأمور إلى مزيد من التعقيد والكارثية التي ستأخذ الجميع إلى ما بعد حافة الهاوية.
مواصلة الاحتلال الأميركي تعزيز قواعده العسكرية غير الشرعية على الأراضي السورية، وحديث واشنطن عن إعادة إحياء المزيد من التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري كداعش والنصرة الإرهابيين، ودعمها الممنهج لإرهابييها ومرتزقتها، كل ذلك يؤكد أنها ماضية بسياسة التصعيد التي تفضح مزاعمها بمحاربة الإرهاب، وتعكس أهدافها وغاياتها الحقيقية من بقائها في الجغرافية السورية، والتي باتت تتجسد في دعم الإرهاب ونهب خيرات وثروات الشعب السوري وتقسيم الجغرافيا السورية بواسطة مرتزقة وإرهابيين ارتموا في أحضان الغزاة والمحتلين مقابل أوهام وطموحات وحفنة من الدولارات.
سياسات الولايات المتحدة على المستوى الإقليمي والدولي، أضحت تجسد بأبعادها حالة التخبط والعجز التي تلف إدارة الرئيس الأميركي -جو بايدن- والتي يبدو أنها دخلت في منحى تصعيدي بقرار استراتيجي هروباً من مواجهة التحولات والمتغيرات التي كانت تفرض عليها المنطقية والموضوعية وليس الانسياق وراء منطق الطغيان والغطرسة وتفرد القوة.
المؤكد أن المشهد لم يعد محكوماً بتطورات اللحظة فحسب، بل بات محكوماً بمفاجآت الضرورة التي تفرض على الأطراف المقابلة الرد بما يحاكي ويقابل ويردع فائض التصعيد والحماقة الذي تنتهجه الولايات المتحدة على كل المستويات والجبهات.
العبث الأميركي بات ينتشر في كلّ مكان من العالم، واستراتيجية الحرب الأميركية أضحت معلنة في هذا الشأن دون الأخذ بعين الاعتبار كل الارتدادات والتداعيات التي قد تذهب بالجميع إلى أعماق الجحيم وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة التي لا تزال تراهن على منطق الغطرسة والطغيان سياسة فرض الأمر الواقع.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي