الثورة أون لاين- بقلم أمين التحرير- ناصر منذر:
مع إقفال باب الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، ووصل عدد المترشحين إلى 51 مترشحاً بينهم 7 سيدات، وهذا العدد الكبير له مدلولاته العميقة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمليها الحرب الإرهابية، والتحديات بالغة الصعوبة التي يواجهها السوريون جراء هذه الحرب ومفرزاتها، هو تجسيد حقيقي لصمودهم، وإصرارهم على إنجاز استحقاقهم الدستوري، باعتباره جزءاً من المعركة الشاملة التي يخوضونها ضد الإرهاب وداعميه.
هذا الإقبال اللافت على الترشح، يعطي صورة حية للحراك الشعبي الفاعل بين كل مكونات الشعب السوري للرد على كل المخططات والمشاريع الغربية التي تستهدف وحدة وسيادة بلدهم، ويقدم أيضا دليلاً وبرهاناً قاطعاً على مدى تجذر مفهوم الديمقراطية في ثقافة السوريين، وكيف يمارسونها بأرقى أشكالها الأخلاقية والحضارية، خلافاً للديمقراطية الغربية المزعومة، والتي ثبت زيفها لدى الكثير من الدول الغربية التي تتشدق بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومؤخراً شاهد العالم أجمع كيف انكشفت كذبة الديمقراطية الأميركية على أبواب “الكابيتول”، وكيف تلمست الدول الأوروبية رأسها خوفاً من تكرار أحداث ” الكابتول” داخل عواصمها.
هذا العدد الكبير للمترشحين، لا شك أنه يجسد المشهد الديمقراطي الصحيح الذي نعيش أجواءه اليوم، ويؤكد تمسك السوريين بحقهم في المشاركة برسم مستقبل بلدهم، وفق رؤيتهم وتطلعاتهم، وليس وفق ما يشتهيه الغرب اللاهث وراء تدمير كل إنجازاتهم التي حققوها خلال العقود الماضية، فكل مجريات الحرب، بتفاصيلها وعناوينها ومراحلها، تشير إلى أن رعاة الإرهاب كانوا يهدفون من ورائها لتفتيت الدولة السورية وتدمير مؤسساتها، والاستيلاء على السلطة فيها، وتسليمها لمجموعة من الخونة والعملاء، يديرون شؤون الحكم فيها، على حساب خيارات السوريين الوطنية، ووفق ما تقتضيه سياسة ومصلحة الدول المشغلة للإرهاب، ومن هنا فإن هذا الحراك الشعبي للمشاركة الفاعلة بالانتخابات، والتصميم على إنجاحها، هو الرد الأبلغ على كل مخططات الغرب ومشاريعه الاستعمارية.
في خضم الهجمة الغربية المسعورة لتعطيل إجراء هذه الانتخابات في موعدها الدستوري، فإن الشعب السوري لا تعنيه على الإطلاق مسألة قبول أطراف منظومة العدوان بإجراء العملية الانتخابية في موعدها من عدمه، فهي بالنهاية شأن سيادي، وستجري ضمن معايير الحرية والديمقراطية الحقيقية التي علَم الإنسان السوري أبجدياتها للعالم قبل سبعة آلاف عام، وليس وفق مقاييس ومعايير الغرب الكاذب، الذي يتشدق بها ليل نهار وهو الأسوأ في ممارستها وتطبيقها، ويتخذ منها ستاراً لتنفيذ مآربه العدوانية بحق الشعوب المناهضة لسياساته المتغطرسة، والرافضة الانضواء تحت عباءته ورايته الاستعمارية.