الثورة أون لاين- سامر البوظة:
في الـ 26 من شهر أيار القادم، سيكون السوريون على موعد مع استحقاق جديد ونصر جديد ينتظرون تسجيله بفارغ الصبر ليضيفونه إلى سجل انتصاراتهم وأمجادهم المتراكمة، فهذا اليوم ليس كغيره من الأيام وفيه سيقول السوريون كلمتهم، ويؤكدون فيه تمسكهم باستقلاليتهم وسيادتهم ورفضهم لأي تدخل في شؤون بلادهم، ويثبتون للعالم أنهم هم الوحيدون أصحاب القرار ولهم الكلمة الفصل، ولا يمكن أن يساوموا على حقوقهم ومبادئهم السيادية، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تملي عليهم أو تقرر عنهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وهذا ليس بجديد على الشعب السوري الذي لطالما أثبت أنه أهل للتحدي والصمود وعنوان العنفوان والكرامة، فهو من وقف في وجه أعتى وأقذر حرب عرفها التاريخ، وصمد وقاوم الإرهاب والحصار الجائر والعقوبات الظالمة التي استهدفته حتى في لقمة عيشه، وكل ذلك لتبقى سورية حرة شامخة مستقلة.
الاستحقاق الرئاسي هذه المرة ليس كسابقه من الاستحقاقات، وهو يحمل صفة الاستثنائية خاصة لجهة عدد المرشحين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النُهج الديمقراطية المترسخة في الشعب السوري والتي حاول الأعداء والحاقدون ضربها والطعن بها، ولا يزالون هذا من جهة، ومن جهة ثانية أنه يأتي في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تسعِّر فيها قوى الإرهاب بزعامة الولايات المتحدة من عدائها وحقدها ضد سورية وشعبها بطرق وأساليب مختلفة، إن كان من خلال الاستمرار بدعم الإرهاب ومحاولاتها تسخين المشهد على الأرض، أو من خلال التمادي بسياسة العقوبات وتشديد والحصار، والاستمرار بممارسة التضليل الإعلامي وضخ الأخبار الكاذبة الملفقة لتشويه سمعة سورية أمام الرأي العام والعالمي، والتحريض عليها زوراً في المنصات الدولية، التي فقدت مصداقيتها وأضحت أداة رخيصة بيد الغرب لتنفيذ أجنداته الخبيثة، وكل ذلك من أجل التشويش على إجراء هذا الاستحقاق الهام والمفصلي ولإفشاله أو حتى محاولة إلغائه، وهذا ما أثبتته الوقائع على الأرض، فمنظومة العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة منذ فترة كانت تعد العدة وتستعد لمثل هذه اللحظة، فأعادت تدوير الإرهابيين وتجهيزهم وتدريبهم بالإضافة إلى مرتزقتها في المناطق التي تسيطر عليها، من أجل استخدامهم في تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المدن والمؤسسات الحكومية بالتزامن مع إجراء الانتخابات، وذلك من أجل إرهاب السوريين ومنعهم من المشاركة في ممارسة حقهم الدستوري بالتالي تعطيل الانتخابات وإفشالها، وهو الهدف، ولاحظنا كيف وسعت المجموعات الإرهابية والميليشيات المدعومة من الاحتلالين التركي والأميركي من نشاطها في الآونة الأخيرة ورفعت منسوب اعتداءاتها، كما أن منظومة العدوان الغربية لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها من أجل تعطيل إجراء هذه الانتخابات أو حتى تأجيلها تحت حجج وذرائع مختلفة، لكنها لم تحصد سوى الخيبة والفشل، فالسوريون حددوا خياراتهم وقالوا كلمتهم.
ومنذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، هذه المرة الثانية التي تجري فيها الانتخابات الرئاسية، ولكن هذه المرة سيكون لها طعم ونكهة خاصة، وأهميتها تكمن في أنها جاءت في وقت تعيش فيه سورية مرحلة التعافي وإعادة رسم مستقبلها، لذلك ستكون نقطة تحول مفصلية في تاريخها وبوابة العبور نحو مرحلة جديدة من إعادة إعمار وبناء سورية الحديثة، وإن إجراء الانتخابات في الموعد المحدد هو دليل على قوة سورية دولة ومؤسسات، وهو بحد بذاته انتصار يضاف إلى الانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب وداعميه، وتمكنت من إفشال كل المخططات الاستعمارية التي كانت ولا تزال تستهدف وجودها وكيانها، هذه الانتصارات التي تحققت بفضل البطولات الأسطورية للجيش العربي السوري الذي وقف في وجه أعتى وأقذر إرهابيي العالم ومن خلفه شعب صامد ومقاوم، شعب دفع أثمانا باهظة من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سورية، وقدم من أجل ذلك آلاف الشهداء، وبالتالي لن يسمح بخطف انتصاراته تلك لا بل هم اليوم أكثر إصرارا على إجراء هذا الاستحقاق السيادي في موعده ليكون ترسيخا للنصر وصفعة على وجه كل عدو وحاقد ومتربص