من العبث إسراف الجهد للبحث عن فضائل لمجرم تاريخي كهتلر مثلاً!! لكن ذلك لم يمنع كثيرين من الإعجاب بالنهج إن لم يكن بالأسلوب أيضاً.. المعجبون بنسبة كبيرة منهم, ولا سيما الذين استطاعوا أن يظهروا تطبيقات لبعض نهجه، كانوا من خصومه و أعدائه.. ومن بينهم الذين راهنوا سراً على نتائج لحربه على العالم.. ثم أخذتهم الصيحة، إذ بدأ هتلر بفتح النار عليهم أولاً! وكان رهانهم على إمكانية أن تقضي النازية على الشيوعية… وبشكل مجسد على الاتحاد السوفييتي.
طبعاً لست ذاهباً من هذا الموقع لقراءة وثائق ومتابعات لهتلر والنازية .. في حربهما على الشيوعية والرأسمالية وغيرهما الكثير .. بل فقط آخذ الفكرة .. فكرة احتلال العالم .. !!
أتراه العالم خرج من هذه الفكرة ..؟ أم ما زال هناك من يحاول فرض هيمنته على العالم إلى درجة الاحتلال فعلاً ..؟؟!!
أترك الإجابة لغيري ومرة أخرى أقول ليست تلك هي الحلقة التي سأدور فيه بهذه الأسطر؟؟!!
إنما أنا أقترب من فكرتي الأساسية وقريباً من ذاك العنوان لأقول اعتلال العالم وليس احتلاله ..!؟
بين التعبيرين ثمة تقارب يتعدى التطابق اللفظي .. إلى التتابع العدواني العلمي .. بمعنى أن اعتلال العالم قد يكون خطوة مقصودة تمهيداً إلى احتلاله!؟ هل شاهد أحدكم الأفعى وهي “تحتل” فريستها تمهيداً لابتلاعها ..؟
تعبير اعتلال العالم قد يشير إلى اعتلاله ذاتياً .. لكن لا بد من سبب .. حتى وإن تخفت الأفعى .. أو انسحب الساحر من الميدان .. وهو يتجاوز إلى حد غير قريب أن يتمثل بفيروس كورونا مثلاً .. مع أن هذا الفيروس الخطير وضع العالم بحالة علة واعتلال .. ولعله من أخطر ما واجه البشرية منذ أواسط القرن الماضي!!
لن أدخل بحديث المؤامرة وأن يكون وراء كورونا مرتكب أراد منه اعتلالاً يفضي إلى تسهيل احتلاله ..!! كورونا خطير .. لكني سأبرئه من حالة الاعتلال الناجمة عن السم الهادف إلى احتلال العالم ..!!
لننتبه إلى وضع العالم، ولنمشي على واقع شعوبه ومشاكل دوله .. ولنقرأ في التحديات التي يواجهها.. هل من دولة او أمة سليمة.
هل الولايات المتحدة مثلاً دولة تتجاوز العلل القاتلة؟! الغرب الأوروبي مثلاً .. الأسكندنافيات .. دول الرأسمالية الأخرى .. الشرق .. الغرب .. روسيا .. الصين .. إفريقيا آسيا .. ؟؟!! هل هي كورونا وحدها المتحدية .. هل هي ظاهرة المرض الوحيدة في العالم؟
يستحق هذا العالم جهداً أكبر وذكاء أكثر فاعلية من عقول أبنائه…!!
أسعد عبود