الثورة أون لاين- فردوس دياب:
هم أيقونة الحياة والعطاء، فهم الذين ضحوا بأرواحهم ليحيا الوطن الذي سيبقى ممتناً لتضحياتهم ودمائهم التي روت ترابه الطاهر.
في عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، تزهر وتثمر أرواحنا معاني عظيمة وقيما خالدة وسامية، تعيد إلينا الثقة في الحاضر والمستقبل الذي سنرسمه بظلالهم التي سوف تكون حاضرة معنا خطوة بخطوة في كل مرحلة عطاء أو بناء أو نهوض.
لم ننسهم لنستذكرهم، فهم الدماء التي تسري في شرايين الروح، والذاكرة التي تختزن عطاءاتهم التي نستمد منها نبضنا وبقاءنا ووجودنا ، فكيف لا وهم الذين ارتقوا ليرتقي الوطن ويبقى حرا وشامخا وعزيزا.
فلنخفف الوطأ فما أديم هذه الأرض إلا من أجساد شهدائنا الابرار، ففي كل بيت حكاية صمود وشموخ، وفي كل أسرة حكاية بذل وفداء، فقد لونت شقائق النعمان الحمراء تراب الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه.
في عيد الشهداء وفي كل يوم عيد ، لن نحتفي بالشهيد، فهو أكبر وأجل من كل الاحتفالات، يكفي أن نكون أمينين لدمائه وأوفياء لعهده، حتى يبادلنا نفس الحفاوة ونفس الفرح والكبرياء، يكفي أن نستحضر قيمهم الخالدة حتى نضفي على كل تفاصيلنا مزيداً من الشموخ والإباء والعزة.
بحضور الشهيد تغيب كل المفردات والحروف التي تعبر عن أهمية وضرورة هذا الحضور الذي يجعل من الذكرى ذاكرة حية تنبض في الوجدان والروح، ذاكرة ترويها وتسقيها دماء شهدائنا الأبرار الذين مايزالون يزينون جبين الوطن بتضحياتهم وبطولاتهم المستمرة حتى هذه اللحظة.