ذكاء منقوص… و رزق حرام!

بالعين المجردة … ومن دون الحاجة الى كثير من عناء التفكير والتمحيص .. تلاحظ مدى الراحة التي وصلت إليها عامة الشعب بعد تطبيق واعتماد الرسائل النصية في عمليات تعبئة البنزين …

تفككت حلقات الفساد المعلنة والمخفية.. و”بهتت” فرعنة أصحاب الكازيات و تحولوا بين ليلة و ضحاها الى حملان وديعة يستقبلون المواطن برحابة صدر غير معهودة منهم سابقاً موصولة بعبارات الشكر لانتقائه محطتهم ….
الأمر وصل الى أبعد من ذلك … حيث أظهر هذا الإجراء ” الذكي” مدى التهريب و التلاعب الذي كان يحصل في هذا القطاع .. كما كشف معادلة عدد الكازيات الوهمي و التراخيص التي كانت تمنح بطريقة غير مدروسة وخاصة تلك المنتشرة على الطرقات العامة …
هذه “الرسالة” النصية غير أنها منعت التلاعب وحمت المواطن وعززت احترامه وكرامته سوف تؤدي بمفاعيلها المستقبلية إلى خروج عدد كبير من هذه المحطات خارج الخدمة، وهذا ما بدأنا نلاحظه من خلال بعض الإعلانات عن بيع بعضها بأسعار مغرية ..!
هنا نطالب بالعودة الى الوراء وعدم سريان “التقادم” على هذا الملف والذي سيظهر -في حال فتحه- تجاوزات في منح تلك التراخيص… نجزم هنا أن حلقات فساد ” خاصة و عامة” ستتكشف و تظهر مدى تلاعب مافيات المال بالمواد المدعومة والتي استمرت لسنوات.
يبقى موضوع ” الكيل” و التلاعب في عداد المحطات هو الشغل المؤرق للمواطن الذي يلاحظ الفرق عند كل عملية تعبئة .. هنا على ما يبدو عجزت الجهات الرقابية عنها أو” تعامت” قاصدة متعمدة لتترك باب لها للاسترزاق و الابتزاز.
و حتى نكون موضوعيين و منصفين نقول:
هامش الربح المخجل لملء ” تنكة” بنزين أو مازوت إذا ما قارنته بتكاليف المحطة العالية يجعلك تصل الى قناعة أن صاحب الكازية الذي لا يتلاعب بالعداد ويسرق من المخصصات سيصل الى مرحلة الخسارة المركبة و بالتالي الإغلاق …
السؤال هنا :
هل من المعقول أو المقبول أن يكون هامش الربح ما زال حتى الآن يقاس بـ”القروش” .. والجهات الرقابية طبعاً تدرك مدى التكاليف التي تتحملها المحطة من رأسمال ثابت وأجور عمال وتشغيل مولدات لتشغيل الكازية في ظل انقطاع الكهرباء شبه الدائم؟!
هل حسبت تلك الجهات تكاليف المحطة العالية مقارنة مع الربح؟
هل هذا الهامش من الربح مقارنة مع التكاليف منطقي ؟
نحن نؤكد أن تلك الجهات تدرك هذه الحقيقة و تعرف أن لا عدالة في هذا الهامش الربحي و رغم ذلك تراها ملتزمة بالصمت المريب … و هذا يدلل على الموافقة و التبريك لتكون حجة أمام تلك المحطات للسرقة والتلاعب من جهة .. و هذا بدوره ينعكس بالفائدة على عناصر تلك الجهات الرقابية من خلال ترك باب للرزق الحرام ….

على الملأ-شعبان أحمد

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم