هنا على أرض سورية الوطن، أرض السادة والسيادة، كانت البداية مع كل جميل وخلاق، على أرض خصها الله بكل خصال القداسة والنماء والطهر والعزة، عليها استقرت الحضارات ومنها خرجت إلى كل بقاع المعمورة.
واليوم ينشغل العالم برمته بحدث هام سيكمل السوريون إنجازه بعد أيام قليلة، ضاربين عرض الحائط بكل تهديدات وتهويلات قوى العدوان وأدواته، ولعل أكثر ما يثير انشغال العالم هو حجم الالتزام الطوعي والاندفاع الذاتي والحماس الذي أظهره السوريون تجاه استحقاقهم الدستوري هذا.
فلا تزال صور الحشود الشعبية التي قصدت مراكز الاقتراع في الخارج تثير الذهول وتدفع بالكثير من التساؤلات حول هذا السلوك الوطني الملتزم الذي رسم من خلاله السوريون وأبدعوا أجمل لوحة عن حب الوطن والإخلاص له والدفاع عن سيادته.
ونقول هنا سيادة لأن الرموز السيادية لوطننا هي العلم والجيش والقائد، وهي مصدر فخر السوريين واعتزازهم، لا يسمحون بالمساس بها ولا يتنازلون عن حقهم بالدفاع عنها، لذلك كان هذا المشهد البديع الذي يؤكد أن لا تفريط بالرموز ولا تهاون بالسيادة.
وعلى الموعد باقون ليلتقي السوريون في السادس والعشرين من الشهر الجاري عند صناديق الاقتراع، ويومها ستكتمل الصورة وتظهر بأبهى حلة لها، ليؤكد السوريون أن الوطن لا يحميه ولا يرتقي به إلا أبناؤه، يدافعون عنه ويبذلون التضحيات لتنعم الأجيال بوطن حر سيد كريم مهما تعاظمت الخطوب ومهما كثر الطامعون.
إنه يوم سيسجله التاريخ بتوقيع كل السوريين الذين صمدوا وواجهوا وحاربوا الإرهاب وداعميه، يوم تنتصر فيه الإرادة الوطنية الحرة على كل عناوين الغطرسة والهيمنة والعدوان، هو انتصار سبقه الكثير من الانتصارات وسيكون عتبة جديدة لانتصارات قادمة في كل ميادين العمل والإنتاج والعلم والتطور لخير بلادنا.
على الملأ- محمود ديبو