الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:
ها قد أشرقت شمس النصر في بلاد الشمس، لا زيفاً ولا نكراناً، خرجنا معاً من نفق الحرب، متماسكي القوى، حملتنا أرواح شهدائنا حرّاس الحق إلى برّ الأمان وضفّة النجاة، وما زلنا نحملُ جرحانا نصب أعيننا أمانة ووفاء لما قدموه، ها هي تشرق شمس الحقّ تعلنكَ كلمة حق صدحت من حناجر السوريين، لتبادلهم قول الحق بعد دويّ النصر، تشكر شعبك الذي أنهكته الحرب وطول الانتظار لهذه اللحظة المفصليّة في تاريخ سورية، تشاركهم فرحهم وتعقد معهم الأمل من أجل مستقبل أطفالنا وشبابنا، “لنعزز الأمل ولنبني معاً سورية كما يجب أن تكون”.
فسلامٌ أيها الأسدُ/ سلمتَ وتسلمُ البلد/ وتسلم أمّةٌ فخَرت/ بأنك فخرُ من تلدُ.
ليس انتصارك اليوم انتصاراً للسوريين وحسب بل انتصار لكل مقاوم شريف ذي قضية، فها هو نخيلُ العراق يباركُ انتصار الياسمين، وها هو أرزُ لبنان يبارك للنسّر السوري حفاوة التحليق ورفعةِ المقام، وها هو زيتون فلسطين يحاكي السيف الأموي متباهياً صموده، وها هو اليمنَ الجريح ترقب عيناه الدامعتان فجر حريّة ما زال يستبسل من أجلها.
سورية ستبقى قلب العروبة وأنتَ نبض هذا القلب، لأنك صوتٌ لكل حرّ شريف لم يتخلَ عن قضية المقاومة وحريّة الإنسان فكنت السند ونعمّ المعين، ما اختنقت رئة إلا وكنت أوكسجينها، ما ذبلت غرسة إلا وكنت ماءها، ما ظمأ قلب إلا وكنت معينه من مشرق الوطن العربي إلى مغربه.
نحن الشعب السوري نبارك اليوم خُطا الحقّ، ونعلنك رئيساً مفدى لسورية الأبيّة ونعدك أن نقرأ معكَ باسم الأملِ، قبل أن نعقد النيّات، فإن لكل قلبٍ ما نوى، وقلوب السوريين ترنو إليك سيد الوطن فسلام عليك ومنك السلام.