أداة ولعبة سياسية!

من يتابع تفاصيل اجتماعات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المتكررة، وتناولها لما يسمى الملف السوري، ومن يقرأ بياناتها وتقاريرها عن المسرحيات الكيماوية التي قامت بها “الخوذ البيضاء” وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ومحاولة هذه المنظمة إلصاق التهم بسورية وتبرئة منظومة العدوان وأدواتها، يجزم بأنها تحولت إلى أداة في لعبة جيو سياسية تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.

بل وأكثر من ذلك انخراطها بتسويق وجهة النظر الأميركية المعادية لسورية بحذافيرها والالتزام بتوجيهات السي آي إيه وتعليمات الحبر السري الذي يرسله البيت الأبيض إلى خبرائها.

ومثل هذا الكلام تثبته مئات الأدلة والوقائع، ويكفي أن نقارن بين الاتهامات الأميركية الباطلة لسورية، التي تتنافى مع العلم والمنطق والأدلة، وبين ما تقوله “حظر الكيميائية” في تقاريرها لنصل نحن والمتابعون والمحللون إلى نتيجة مفادها أن واشنطن باتت تدير هذه المنظمة بشكل كامل، وتسيطر على آلية عملها، بل وحتى كتابة تقاريرها.

وارتباطاً بهذه البديهية فإن الإدارة الأميركية باتت تمارس سطوتها على موظفي المنظمة وخبرائها بشكل غير مسبوق، وتوجه تحقيقاتهم كما تريد، بحيث تتضمن إدانات مستمرة لسورية من دون أي أدلة كي تتم تشويه سمعتها وتتخذ الأمر ذريعة للعدوان عليها، أو بأضعف الإيمان الضغط على الحكومة السورية للقبول بإملاءات الغرب وشروطه للحل السياسي.

وأكبر دليل على ذلك أن سورية ورغم أنها أوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية الحظر في العام 2013 وتخلصت من مخزونها من تلك الأسلحة ودمرت مرافق إنتاجها بزمن قياسي، وفي ظل ظروف صعبة، ورغم أن المسرحيات الكيميائية التي قام بها الإرهابيون موثقة ولدى سورية وحلفائها مئات الأدلة على ذلك، إلا أن واشنطن وأدواتها مازالوا يوجهون منظمة الحظر كما تشتهي رياح سفنهم.

ولا شك أن استمرار عمل منظمة الحظر بهذه الطريقة، والتي تفقدها مصداقيتها، سيشكل ضربة قاصمة ليس لعملها ومبادئها فقط بل لعمل كل المؤسسات الدولية المشابه لعملها، والتي ارتضت أن تكون أداة سياسية بيد مشغليها.

البقعة الساخنة-بقلم مدير التحرير أحمد حمادة

 

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب