من يتابع تفاصيل اجتماعات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المتكررة، وتناولها لما يسمى الملف السوري، ومن يقرأ بياناتها وتقاريرها عن المسرحيات الكيماوية التي قامت بها “الخوذ البيضاء” وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ومحاولة هذه المنظمة إلصاق التهم بسورية وتبرئة منظومة العدوان وأدواتها، يجزم بأنها تحولت إلى أداة في لعبة جيو سياسية تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون.
بل وأكثر من ذلك انخراطها بتسويق وجهة النظر الأميركية المعادية لسورية بحذافيرها والالتزام بتوجيهات السي آي إيه وتعليمات الحبر السري الذي يرسله البيت الأبيض إلى خبرائها.
ومثل هذا الكلام تثبته مئات الأدلة والوقائع، ويكفي أن نقارن بين الاتهامات الأميركية الباطلة لسورية، التي تتنافى مع العلم والمنطق والأدلة، وبين ما تقوله “حظر الكيميائية” في تقاريرها لنصل نحن والمتابعون والمحللون إلى نتيجة مفادها أن واشنطن باتت تدير هذه المنظمة بشكل كامل، وتسيطر على آلية عملها، بل وحتى كتابة تقاريرها.
وارتباطاً بهذه البديهية فإن الإدارة الأميركية باتت تمارس سطوتها على موظفي المنظمة وخبرائها بشكل غير مسبوق، وتوجه تحقيقاتهم كما تريد، بحيث تتضمن إدانات مستمرة لسورية من دون أي أدلة كي تتم تشويه سمعتها وتتخذ الأمر ذريعة للعدوان عليها، أو بأضعف الإيمان الضغط على الحكومة السورية للقبول بإملاءات الغرب وشروطه للحل السياسي.
وأكبر دليل على ذلك أن سورية ورغم أنها أوفت بالتزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية الحظر في العام 2013 وتخلصت من مخزونها من تلك الأسلحة ودمرت مرافق إنتاجها بزمن قياسي، وفي ظل ظروف صعبة، ورغم أن المسرحيات الكيميائية التي قام بها الإرهابيون موثقة ولدى سورية وحلفائها مئات الأدلة على ذلك، إلا أن واشنطن وأدواتها مازالوا يوجهون منظمة الحظر كما تشتهي رياح سفنهم.
ولا شك أن استمرار عمل منظمة الحظر بهذه الطريقة، والتي تفقدها مصداقيتها، سيشكل ضربة قاصمة ليس لعملها ومبادئها فقط بل لعمل كل المؤسسات الدولية المشابه لعملها، والتي ارتضت أن تكون أداة سياسية بيد مشغليها.
البقعة الساخنة-بقلم مدير التحرير أحمد حمادة