بسُبلٍ ماكرة وخبيثة، يتنكّر الشرّ..
وعلى رأي أندريه كونت سبونفيل “لا وجود للأشرار، يوجد فقط أوغاد، منحرفون ووضعاء”..
كلمات “سبونفيل” السابقة جعلته يستشعر ما وراء معانيها.. فهي صفات ليست أقل خسّة من الشرّ.. إن لم تتفوق عليه بدرجات..
لا يعلم من أين جاءه إحساس الاشمئزاز بمجرد نطقه ألفاظاً مثل: (وغد، منحرف، وضيع)، التي يرى فيها “سبونفيل” الأوجه الثلاثة للشر.. أمّا بالنسبة له فهي تتجاوزه بدرجة القرف المتناثر منها.
فأن تصف أحدهم بالوغد أو الوضيع، يفوق بمرّات نعته بالشرير..
الأولى والثانية تحتويان على الثالثة، بالضرورة..
والقاسم المشترك بينهم أن جميعهم قادرون على رميك بالأذى بأسهل إيماءات أفعالهم..
وكل أذى تتعرض له هو شرّ حتى لو تنكّر بهيئات متخفيّة وعديدة.
فكّر بكل هذه الخواطر وهو يفتّش ما بين كلمات “سبونفيل” عن سببٍ للشر أو الأذى المتطاير ممن اعتبرهم يوماً أقرب المقربين إليه..
ويبدو أن عبارة كانط: “حب الذات، المأخوذ كمبدأ لكل تصرفاتنا، هو أصل كل شر”، عبارة تختصر الكثير من أفعال وتصرفات الآخرين التي كان يتوه عن فهمها وتوصيفها.. المنقلبة عن أصل أنانية لا يبصرون فظاعتها.
تصرفاتهم كانت تقوده إلى حيث جمراتٍ من صبر..
أما الآن فهو في طريقه إلى اتباع (دايت) عاطفي.. يُبعده عن كل ما يؤذيه..
ولابأس من أن يكون على طريقة “الكيتو”.. أسلوب غذائي منخفض الكربوهيدرات، معتدل البروتين، وعالي الدهون.
للحظة.. أُعجب بخطته التي أطلق عليها (ريجيم) عاطفي.. واصلاً إلى قناعة أن مختلف أنواع العلاقات وأساليب التواصل حولنا هي تماماً غذاءٌ من نوعٍ مختلف.. روحي/معنوي.. يمدُّنا بالطاقة إما سلبية أو إيجابية..
من الآن فصاعداً.. ستكون علاقاته منخفضة التوقعات، معتدلة في الحكم، وعالية في قطعِ تواصلٍ مشبعٍ بدسم المنفعة المنفّرة.
هكذا يتدارك أن يكون في رصيده غراماتٌ عاطفية مستحقة الدفع، ولو بعد حين.
رؤية -لميس علي