الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
تقول الحكمة الصينية: “ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة”، ويبدو أن الصينيين القدامى، وهم ينحتون مصطلحات هذه الحكمة منذ مئات السنين، لم يكونوا يتوقعون أنها ستنطبق مئة بالمئة على أميركا وحكامها وإداراتها واستخباراتها، ممن يكذبون حتى في الهواء الذي يتنفسونه، وكذبهم ليس له أرجل يمشي بها، وفضائحهم ملأت الآفاق، وأجنحتها طارت بهم إلى أعالي قمة “إفرست” الشاهقة.
لكن السياسيين الصينيين اليوم أدركوا هذه الحقيقة جيداً، وأدركوا أن حكمة أجدادهم تنطبق على أميركا أكثر من غيرها، بل تتلبسها، فأكدت سفارتهم في واشنطن منذ أيام أن أميركا تسيّس موضوع منشأ فيروس كورونا، وتكذب في تفاصيله كثيراً، كما كذبت في موضوع امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وغزته ودمرته بناء على تلك الكذبة العرجاء.
فواشنطن تحاول اليوم تسييس دراسة أصول فيروس “كورونا” والترويج أن منشأه صيني لتشويه سمعة الصين متجاهلة الفيروس الغامض في ولاية فيرجينيا قبل فترة وجيزة من تفشي جائحة “كورونا”، والذي أثار الكثير من التساؤلات في حينها، ووضع علامات الاستفهام حول علاقة أميركا بانتشار الأوبئة في العالم، ومنها جائحة كورونا، ومتجاهلة أن الأسلحة البيولوجية التي تجري دراستها في مختبر “فورت ديتريك” العسكري الأميركي مسؤولة عن معظم حالات المرض المميت الذي يصيب الرئتين والتي تم تسجيلها بشكل أساسي في محيط هذا المختبر، ومتجاهلة أيضاً أن مسألة انتشار “كورونا” هي مسألة علمية وتجب دراستها بشكل مشترك من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم بدلاً من تسييسها.
ولعل السؤال الملح الآن هو: لو حاول هؤلاء الدبلوماسيون الصينيون تعداد أكاذيب أميركا وفضائحها -بعيداً عن أكاذيبها حول كورونا وأسلحة الدمار الشامل في العراق- فإلى أي رقم سيصلون؟، وأي موسوعة مثل “غينس” ستستوعبها؟!.
لا نحتاج إلى كثير عناء لنعرف أن الساسة الأميركيين سيتعدون حاجز أرقام موسوعة “غينس” للأرقام القياسية في الكذب، والتضليل والدجل، والفضائح واختراع المسرحيات الهوليودية، فهذه الموسوعة ستستغيث من حجم الكذب الأميركي الهائل، حول قصف السوريين بحجة محاربة “داعش” ومكافحة الإرهاب، وحول تجويعهم وحصارهم بذريعة مساعدتهم إنسانياً، وحول مساعداتها الإنسانية للقرويين في أفغانستان وهي في الحقيقة تلقي القنابل والصواريخ فوق رؤوسهم بذريعة قصف طالبان، وحول شعاراتها المزيفة عن العدالة والحرية وحقوق الإنسان في طول العالم وعرضه، وحول ألف قصة وقصة نحتاج إلى مجلدات لعدها وإحصائها!.