ما حققه منتخبنا السلوي الأول بتأهله للنهائيات الآسيوية يعتبر بكل المقاييس والحسابات، إنجازاً لكرة السلة السورية، هذا التأهل يكتسب قيمة نوعية كونه جاء في وقت تنهض فيه الرياضة السورية محاولة تعويض ما فاتها مع قيادة رياضية جديدة يسجل لها الإخلاص والتفاني والصدق والوقوف على مسافة واحدة من كل الأندية ومن كافة الاتحادات، وتسعى بما تيسر لها من إمكانيات كي تسجل في صفحات الرياضة حضوراً طال انتظاره، ويأتي هذا الفوز ببطاقة التأهل إلى نهائيات كأس آسيا ليكون إلى جانب بطاقتي تأهل أحرزهما منتخبنا الأول لكرة القدم، إذ تأهل هو الآخر إلى نهائيات كأس آسيا وإلى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، ويأتي أيضاً ليضاف إلى إنجازات كبرى بتأهل أربعة رياضيين إلى أولمبياد طوكيو القادم.
نعود إلى كرة السلة السورية لنقول إن هذا التأهل هو السابع في تاريخ سلتنا، وفي المرات الست وصلنا إلى نتيجة واحدة مرضية وكانت في عام 2001 حيث حصل منتخبنا على المركز الرابع أي وصل إلى المربع الذهبي في البطولة، وفي بقية المرات كانت نتائجنا التراتبية بعيدة نوعاً ما عن المقدمة، التأهل الذي تم له خصوصية، وشارك في صنعه كثيرون منهم رئيس الاتحاد الرياضي العام الذي آمن بقدرات كرة السلة في بلدنا وبرجالاتها، فقدم لها الدعم اللازم وتبنى مسيرتها من خلال لجنة من الخبراء تشرف على تلك المسيرة، وتشرف أيضأ على بناء المنتخب وتجديده والإشراف عليه في التصفيات، وأيضاً المدرب الوطني السابق لمنتخبنا، واللجنة المشرفة على تسيير عمل الاتحاد وإدارة المنتخب ولاعبوه الأبطال.
السؤال الٱن، ماذا بعد؟! فأمامنا الآن نحو الشهرين أو أكثر قليلاً للنهائيات، أي إننا نملك وقتاً لمراجعة الحسابات ومعالجة نقاط الضعف إن وجدت، وعليه لابد من إعادة النظر في الجهاز التدريبي وفي المستوى الفني للاعب المجنس، والاستمرار بعد ذلك في تقديم كل ما يلزم من أجل الارتقاء فنياً بما يتناسب وقوة النهائيات ونوعية المنتخبات التي سنواجهها وهي نخبة آسيا، فالعمل المبكر والزرع السليم لابد أن يوصلنا إلى حصاد وفير وثمار يانعة… فهل يكسر منتخبنا الحاجز ويتقدم أكثر من القمة؟!!
ما بين السطور – عبير يوسف علي