لم يستطع رئيس النظام التركي رجب أردوغان الاستمرار طويلاً في لعب دور الحمل، فضاق ذرعاً بقناع المسالم، وأرهقه جداً حمل غصن الزيتون، الذي لم يرَ فيه يوماً سوى رمزاً يُذكّره بوجوب سرقة كامل حقول الزيتون في إدلب وباقي الأراضي السورية.
أردوغان الذي ادعى قبل أشهر جنوحه إلى المهادنة مع مصر، وزعم الحرص على عودة ليبيا مستقرة، وتحسس تغيراً يلوح في الأفق قد يحدث انفراجاً ما في سورية، عاد بالأمس إلى نزع جميع الأقنعه تلك، ليؤكد المؤكد “بأن الطبع غلب التطبع” ولا يمكنه الخروج من أوهامه العثمانية، ليعلن أن بلاده موجودة في ليبيا وأذربيجان وسورية وشرقي المتوسط وستبقى، ناسياً أن أسلافه احتلوا الوطن العربي أربعة قرون وخرجوا صاغرين مذلولين، مع ضرورة تذكير الواهم اردوغان أن سورية اليوم ليست سورية التي رزحت تحت ظلم أجداده، وأن احتلاله لأراض فيها لن يستمر طويلاً، فالتحرير خلف الأبواب، بهمة أبطال الجيش العربي السوري، والشرفاء من أبناء سورية في تلك الأراضي التي يحتلها.
من تجنيد الأطفال واستخدامهم في الحرب الإرهابية القذرة التي تشن على سورية، وكان أحد الأقطاب الرئيسة فيها، إلى سرقة ثروات سورية، إلى سرقة المياه وحرمان الشعب السوري منها، يعمل اردوغان على تسجيل حضوره في الساحة السورية، حضوراً مسجلاً بدم السوريين.
إحدى أوجه ذاك الحضور الإرهابي قيام مرتزقة النظام التركي من التنظيمات الإرهابية الموالية له بتداول تعليمات حول احتمالية فتح بوابات سد ميدانكي في منطقة عفرين المحتلة بهدف إفراغه بداعي الصيانة، مرجحةً ضخ مياهه لسد “الريحانية” في لواء اسكندرون السليب، ليضاف ذاك الفعل الإجرامي إلى إجرام اردوغان بمنع مياه الفرات وقطع مياه علوك عن أهالي الحسكة.
لا جديد في تصريحات رئيس النظام التركي الأخيرة سوى التصعيد، والمكاشفة الجديدة لسياسته العدوانية في المنطقة، والانقلاب على جميع تعهداته، وهو سيد من يراوغ ويلعب على تناقضات القوى الفاعلة في المنطقة.
حدث وتعليق -منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com