عندما يغلب الطبع التطبُّع

لم يستطع رئيس النظام التركي رجب أردوغان الاستمرار طويلاً في لعب دور الحمل، فضاق ذرعاً بقناع المسالم، وأرهقه جداً حمل غصن الزيتون، الذي لم يرَ فيه يوماً سوى رمزاً يُذكّره بوجوب سرقة كامل حقول الزيتون في إدلب وباقي الأراضي السورية.

أردوغان الذي ادعى قبل أشهر جنوحه إلى المهادنة مع مصر، وزعم الحرص على عودة ليبيا مستقرة، وتحسس تغيراً يلوح في الأفق قد يحدث انفراجاً ما في سورية، عاد بالأمس إلى نزع جميع الأقنعه تلك، ليؤكد المؤكد “بأن الطبع غلب التطبع” ولا يمكنه الخروج من أوهامه العثمانية، ليعلن أن بلاده موجودة في ليبيا وأذربيجان وسورية وشرقي المتوسط وستبقى، ناسياً أن أسلافه احتلوا الوطن العربي أربعة قرون وخرجوا صاغرين مذلولين، مع ضرورة تذكير الواهم اردوغان أن سورية اليوم ليست سورية التي رزحت تحت ظلم أجداده، وأن احتلاله لأراض فيها لن يستمر طويلاً، فالتحرير خلف الأبواب، بهمة أبطال الجيش العربي السوري، والشرفاء من أبناء سورية في تلك الأراضي التي يحتلها.

من تجنيد الأطفال واستخدامهم في الحرب الإرهابية القذرة التي تشن على سورية، وكان أحد الأقطاب الرئيسة فيها، إلى سرقة ثروات سورية، إلى سرقة المياه وحرمان الشعب السوري منها، يعمل اردوغان على تسجيل حضوره في الساحة السورية، حضوراً مسجلاً بدم السوريين.

إحدى أوجه ذاك الحضور الإرهابي قيام مرتزقة النظام التركي من التنظيمات الإرهابية الموالية له بتداول تعليمات حول احتمالية فتح بوابات سد ميدانكي في منطقة عفرين المحتلة بهدف إفراغه بداعي الصيانة، مرجحةً ضخ مياهه لسد “الريحانية” في لواء اسكندرون السليب، ليضاف ذاك الفعل الإجرامي إلى إجرام اردوغان بمنع مياه الفرات وقطع مياه علوك عن أهالي الحسكة.

لا جديد في تصريحات رئيس النظام التركي الأخيرة سوى التصعيد، والمكاشفة الجديدة لسياسته العدوانية في المنطقة، والانقلاب على جميع تعهداته، وهو سيد من يراوغ ويلعب على تناقضات القوى الفاعلة في المنطقة.

 

حدث وتعليق -منذر عيد

 

Moon.eid70@gmail.com

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض