فلاحو بلدة عيشة في ريف الباب المحرر بحلب يطالبون بعدالة توزيع المازوت الزراعي والسماح بحفر الآبار الجوفية.. والمحافظة تتابع..
الثورة أون لاين _ تحقيق_ جهاد اصطيف – حسن العجيلي :
*هموم وشجون يعانيها فلاحو بلدة عيشة في ريف منطقة الباب المحرر بريف حلب الشرقي، تستدعي مزيداً من الاهتمام من قبل الجهات المعنية بهدف الارتقاء بالواقع الزراعي نظراً لما تشكله المنطقة من أهمية زراعية تسهم في دعم عملية التنمية.
*الإرهاب خرب المشروع..
رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة عيشة عبد الغيور إبراهيم قال: إن مشروع ري سهول تادف والباب في ريف محافظة حلب كان يهدف إلى استصلاح نحو ٦٧٠٠ هكتار من أراضي المنطقة بطرق الري الحديث وذلك من خلال شبكات ري وصرف ضمن سرير نهر الذهب في منطقة الباب بغية تطوير المنطقة زراعياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً، حتى جاء الإرهاب الأسود ليخرب المشروع كغيره من المشاريع المهمة والتي كلفت الحكومة أموالاً طائلة في سبيل خدمة الفلاحين وتسهيلاً للعملية الزراعة في ريفنا المعطاء.
• خطط غير واقعية
ويتابع رئيس الجمعية الفلاحية حديثه بالقول: عندما عدنا لبلداتنا وقرانا بعد أن حررها أبطال الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب كان من البديهي أن نلجأ لأرضنا كي نزرعها ونرعاها ولكن ما حدث أننا تفاجأنا بالخطط الزراعية التي تم وضعها خاصة من قبل الاتحاد المعني، حيث لم تكن واقعية لأنه عندما طلب منا زراعة القمح ونحن ضمن منطقة الاستقرار الثانية والثالثة فهذا يعني أننا لن نجني حتى ولو حبة قمح واحدة لأن الموسم المطري عادة هنا قليل وكان من الأجدى أن نزرع القمح الطري أو أن نبقى على زراعة الشعير بسبب تلاؤم المناخ للمنطقة، ومع ذلك فإن مؤسسة إكثار البذار لم تقدم لنا النوع الملائم للزراعة وهذه أهم مشكلة اعترضتنا خلال الموسم ، تبعها مباشرة ندرة تأمين المازوت خاصة في ريف الباب المحرر، فبعد جهد جهيد استلمنا ثلاث دفعات كلها خلال شهر نيسان الماضي وبكميات قليلة بلغت (٥٠) لترا لكل هكتار بينما المطلوب يفوق (٣٠٠) لتر مازوت لكل هكتار، وهذا لم يتم إلا بعد أن فات الأوان؟.
• الكيل بمكيالين..
وتساءل رئيس الجمعية الفلاحية عن الآلية المتبعة بمسألة توزيع المازوت الزراعي وضرب مقارنة بين مناطق دير حافر وسمعان والسفيرة التي قدم لها نحو ٩٠% من حاجتها من مادة المازوت وهي أصلا مناطق مروية من سد الفرات فيما اقتصر التوزيع لمناطقنا على هذه الكمية فقط؟
وشدد إبراهيم على ضرورة وضع هذه النقطة بالذات برسم اللجنة الفرعية ومدير محروقات حلب، علما وكما يقول رئيس الجمعية أنهم راجعوا محافظ حلب وبعد المتابعة أوعز بتزويدنا خلال نيسان الماضي بكمية المازوت التي تحدثت عنها سابقا.
• إعفاء من فوائد القروض..
بعد ذلك انتقل رئيس الجمعية للحديث عن مشروع ري سهول تادف والباب كونه كان من المشاريع المهمة بالمنطقة، وبما أنه تعرض للتخريب الممنهج من قبل العصابات الإرهابية، لذلك ما نطالب به حاليا أن تقدم الجهات المعنية على اتخاذ خطوة جريئة ألا وهي اللجوء لحفر الآبار الجوفية بالرغم من وجود قرار قديم جداً يمنع حفر الآبار بالمنطقة بسبب بحيرة الجبول التي تعد حقيقة من أجمل بحيرات العالم ، لا بل وتعتبر من وجهة نظرنا أنها من العجائب.
وما أثار دهشة واستغراب رئيس الجمعية أكثر في الوقت الحالي كما أوضح خلال حديثه أنه في إطار الدعم المستمر للفلاحين كان قد صدر مرسوم يقضي بالإعفاء من الفوائد وغرامات التأخير بالنسبة لقروض ” مشاريع الري التنقيط” وقد انتهت مدته بداية الشهر الحالي، ويتابع أليس من الأجدى أن تكون المدة أطول بقليل كي يتسنى للفلاح من تسديد التزاماته بعد أن ينتهي من حصاد الموسم نظرا لأهمية هذه المسألة بالنسبة للفلاح وكي تنعكس إيجابا عليه؟.
والمحافظة: لم تردنا أي شكوى ..
“صحيفة الثورة” تواصلت مع عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس محافظة حلب عيسى الإبراهيم والذي أوضح أن ما ورد من تساؤلات حول أوضاع الفلاحين ليس في بلدة عيشة والبريج فحسب وإنما في مختلف ريف الباب المحرر فإن المحافظة تتابع كافة شؤون الأخوة الفلاحين والمزارعين، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بالمازوت الزراعي فيتم تأمينه لكافة المناطق ولم تردنا أي شكوى بهذا الخصوص، وكذلك الأمر بالنسبة للجان المعنية بتسويق الحبوب، فإن هناك لجنة يرأسها مدير المنطقة لمتابعة هذه المسألة، وكذلك الأمر بالنسبة للجنة الموجودة على مستوى المحافظة ويرأسها السيد المحافظ وهي تعقد اجتماعاتها دوريا تسهيلا لأوضاع الفلاحين.
ونوه الإبراهيم إلى أن الخطط الزراعية يتم وضعها عادة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية وبالأخص اتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة، مؤكدا أن كل ما أثير من نقاط تهم الفلاحين في تلك المناطق فهي تتابع مع كافة الجهات المعنية.
تصوير خالد صابوني