الثورة أون لاين – ناصر منذر:
عبر تاريخهم النضالي الطويل، أثبت السوريون قدرتهم على مواجهة التحديات والصعاب، وعند كل مرحلة مفصلية تستهدف وجودهم الحضاري كانوا الأقدر على صنع الانتصارات، ورغم شراسة الحرب الإرهابية اليوم، وما يرافقها من تداعيات اقتصادية، وضغوط سياسية، لم يستسلموا، ولم يرضخوا لمشيئة الأعداء، وإنما انتصروا لوطنهم بكل محطات المواجهة، وكللوا انتصاراتهم الميدانية والسياسية بفوزهم في معركة الدفاع عن سيادة بلدهم، وشرعية قرارهم الوطني، عندما أنجزوا استحقاقهم الرئاسي بنجاح، وجددوا ثقتهم برئيسهم المقاوم، وبقيادته الحكيمة.
مسيرة الانتصارات لم تتوقف بعد، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها العريض العمل الجماعي لبناء سورية المتجددة، وهذه المرحلة تبدأ لحظة أداء السيد الرئيس بشار الأسد للقسم الدستوري خلال الأيام القليلة القادمة، وهي تحتاج للتكاتف وتضافر الجهود لكسب هذه المعركة، ومواجهة التحديات التي ستفرضها، فإفشال مخططات الأعداء لا يعني على الإطلاق بأنهم سيتوقفون عن استنزاف قدرات السوريين كهدف بديل يعوضهم عن هزائمهم الميدانية والسياسية، فالغرب ماض في سياسته الاستعمارية بأساليب قذرة جديدة، وكلنا يعلم أن هذه الحرب التي يشنها بعناوين وأشكال مختلفة (عسكرية واقتصادية وسياسية ونفسية وإعلامية وغيرها..) تأخذ منحى تصاعدياً عند كل محطة فشل جديدة تواجه مخططاته، وهذا ما تشير إليه سياسة التصعيد الأميركي والأوروبي على عدة جبهات تبدأ بتشديد العقوبات والحصار، ولا تنتهي بتسييس الوضع الإنساني، والمتاجرة بمعاناة المهجرين، وتحشيد المنظمات الدولية المرتهنة لقراره، ضد الشعب السوري.
النجاح بكسب المعركة القادمة سيكون بلا شك استكمالاً للانتصارات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري، والانتصار في المعركتين العسكرية والسياسية، سيولد انتصاراً آخر في المعركة الاقتصادية، فرص الصفوف، وتوحيد الجهود في مختلف ميادين العمل، سيكون له أبلغ الأثر في مواجهة العقوبات الغربية الجائرة وقهرها، وبالتالي تعزيز مقومات الصمود لكسب معركة إعادة الإعمار، وتمتين دعائم اقتصادنا الوطني عبر الدفع قدماً بدوران عجلة الإنتاج الصناعي والزراعي، ومن السهل جداً على السوريين تحقيق ذلك، فهم خبروا سابقاً كل أشكال الحروب والضغوط والتحديات، ولكنهم تغلبوا عليها.
لن يكون صعباً على شعب قهر الإرهاب وداعميه، وغير بصموده كل المعطيات، وفرض واقع الانتصار، أن يكسب الرهان مجدداً ويحقق المزيد من الانتصارات، وسبق له في ذروة معاركه ضد الإرهاب أن أنجز العديد من الإنجازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومنها الدستور الجديد الذي جرت الانتخابات الرئاسية في ظل مواده، وغير ذلك من الإجراءات والقوانين والتشريعات التي صاغت مستقبلاً أكثر إشراقاً وتقدماً لسورية، وحصنت الوحدة الوطنية، وعززت النهج الديمقراطي، ليثبت بذلك مرة أخرى أنه شعب تدفعه الضغوط القصوى إلى مزيد من التحدي والمواجهة، وتمنحه الظروف الصعبة مهما اشتدت قساوتها، مزيداً من القوة والصلابة.