بالأمل والعمل .. سورية حاضنة للفكر والثقافة والإبداع

الثورة أون لاين –  فاتن أحمد دعبول:
تزدهر الدول بمبدعيها، وفي بلادنا يتفوق المبدعون في المجالات كافة، ويكفي أن نقوم بجردة حساب سريعة، لتظهر لنا الأرقام قوائم من أسماء استطاعوا أن يحتلوا مكانة مرموقة في المجتمع لنتاجاتهم المتميزة، وإبداعاتهم التي شكلت نقطة تحول وقيمة مضافة في الساحات الفكرية والثقافية والفنية.
ولأن المبدع يشكل دعامة حقيقية من دعامات تقدم البلاد وازدهارها، فقد حرصت الهيئات والمؤسسات الثقافية على خلق المناخ الملائم والبيئة المناسبة لترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار، والعمل على تحفيز المبدعين من أجل مستقبل البلاد وتطورها، عن طريق تقديم الدعم للمبدعين بأساليب مختلفة، وسنعرض في هذا التحقيق آراء بعض المعنيين للوقوف عند أهم المنجزات التي تؤكد حرص الدولة على أن تكون الحاضن الأول للفكر والثقافة والإبداع.
د. ثائر زين الدين: الجهود كبيرة:
يبين د. ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب أنه وبالرغم من كل ما عانته البلاد، خلال سنوات الحرب العشر الماضية، فقد استمرت وزارة الثقافة بتشجيع المواهب الأدبية والفنية وبطرائق مختلفة، ومن هذه الطرائق، إطلاق مجموعة من الجوائز الأدبية والفنية تشرف عليها الهيئة العامة السوية للكتاب” جائزة حنا مينه للرواية، وجائزة سامي الدروبي للترجمة، وجائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل، إضافة إلى جائزة “عمر أبو ريشة” للقصيدة، ومن الجوائز أيضا، جائزة اللوحة الفنية الموجهة للطفل، وكان آخرها إحداث جائزة خاصة للتمكين للغة العربية” جائزة حفظ الشعر العربي”.
وأضاف: لقد خصت الهيئة الأطفال باهتمام لافت عبر إحداث سلاسل أدبية مختلفة يكتب فيها الأطفال، يكتب فيها طفل موهوب، ويرسمها طفل آخر موهوب في المجال الفني التشكيلي.
وسعت الهيئة في الآن نفسه إلى إصدار الأعمال الكاملة لمجموعة من كبار المبدعين السوريين الراحلين والأحياء تكريما لهم من مثل” الأعمال الكاملة لعمر أبو ريشة، وجميل مردم بك، والقاص حسن م يوسف، والروائي حيدر حيدر.
هذا ويعد إطلاق أسماء المبدعين على جوائز الهيئة شكلا من أشكال التكريم لهم، من مثل جائزة اللوحة المرسومة للطفل، باسم الفنان ممتاز البحرة، وأيضا إطلاق أسماء البعض منهم على قاعات وصالات المراكز الثقافية وغيرها.
والمبدعون هم منارات تضيء ساحات الوطن بالعلم والفكر والوعي المثمر من أجل بناء البشر أولا.
د. محمد الحوراني: كنوز حقيقية
ويرى د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أنه واهم من يعتقد أن المبدعين في بلدنا، ولا سيما من الأطفال والشباب، قلة، أو أنه لا وجود لهم، ذلك أن ثمة الكثير من هؤلاء المبدعين والمتميزين بين أبناء شعبنا، لا بل إن عددهم يتزايد بالرغم من سنوات الحرب القاسية، وبالرغم من الظروف الاقتصادية الخانقة، وهو ما يؤكده الواقع والتميز المشهود لهم به داخليا وخارجيا.
ويضيف: هل قامت المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية بدورها تجاه هؤلاء، سؤال موجع تغص به حلوق الخلص من أبناء شعبنا والغيورين على أمتهم، فبالرغم من إحداث بعض الجوائز هنا وهناك، إلا أن ثمة الكثير من الواجب تجاه هؤلاء، إذ يمكن تبني أعمالهم الإبداعية وطباعة كتبهم، وتخصيصهم بجوائز قيمة من قبل المؤسسات المذكورة أعلاه، لأن هكذا أعمال تشجيعية وتحفيزية من شأنها أن تجعل هؤلاء الشباب والأطفال أكثر انتماء لأمتهم وإخلاصا لها وتفانيا في الدفاع عنها.

 وبين أنه يمكن تخصيص عشرات الجوائز وطباعة عشرات الأعمال الإبداعية، إذا ما تم الابتعاد عن النرجسية والأنانية عند القائمين على بعض المؤسسات المعنية بالفعل الثقافي والتربوي والتعليمي، ويمكن لهذا العمل أن يكون أكثر فعالية إذا ما كانت هناك حالة تشاركية في هذا العمل الوطني بين القطاع العام والخاص.

وختم بالقول: التحديات كبيرة والمغريات الخارجية أكبر، وإذا ما قصرنا بحق أبناء وطننا، فإن هناك الكثير من الجهات الخارجية التي يمكن أن تتلقفهم، وبالتالي فإن اللوم يقع علينا قبل غيرنا.
ليندا إبراهيم: أؤمن بدور الدولة أولاً
وتحدثت الشاعرة ليندا إبراهيم عن الدولة ممثلة بمؤسساتها الثقافية الرسمية، وتحديدا اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة، وقالت:
أعلم أن الهيئة العامة السورية للكتاب، تنظم منذ أعوام عددا من المسابقات المرموقة” سامي الدروبي للترجمة، حنا مينة للرواية، ومنذ عام 2017، عمر أبو ريشة للشعر ..” إضافة لجوائز أخرى في حقول استحدثتها الهيئة، وللعلم والحقيقة فقد أفرزت هذه الجوائز تراكميا، أسماء هامة شقت طريقها لاحقا في مجال الأدب والكتابة، وتبنت نشر أعمالهم، الثلاثة الأولى الفائزة.

 

5.jpg

وأضافت: أذكر أكثر من مؤسسة، كاتحاد كتاب دمشق، عام 2020 أقام جائزة أدبية وقام بطباعة المخطوط الفائز، كما يقوم الآن اتحاد الكتاب العرب بالفعل نفسه الذي تقوم به الهيئة السورية للكتاب، أيضا مديرية ثقافة دمشق أعلنت عن جائزة نزار قباني وطبعت أعمال الفائزين، وأذكر جائزة محمد الماغوط بدورتها الأولى وأنها طبعت للفائزين الأوائل، وهذا أمر محفز ومحرض للكتابة والإبداع خاصة وأن مؤسسات ثقافية رسمية هي التي تقوم به، وهذا في تقديري أمر هام ودور أساسي لإرساء قواعد العمل الثقافي والإبداعي، وإنتاج أسماء في تتابع أجيال المبدعين والأقلام الواعدة.
وعن تجربتها في مجال الجوائز، بينت الشاعرة ليندا إبراهيم فتقول أنها مختلفة، حيث خضعت لجائزة أقامها اتحاد الكتاب العرب عام 2001، هي جائزة الشيخ صالح العلي الشعرية، وطارت الرياح بالاسم الفائز، ولأنطلق منذ ذاك في مشواري الأدبي، بعدها شاركت في مسابقة أمير الشعراء الشهيرة في دولة الإمارات، وحصدت مركزا متقدما وأديت مشاركة مرموقة عام 2013، ليأتي العام 2014 حيث تقدمت لجائزة أعلنت عنها وزارة الثقافة العراقية” جائزة نازك الملائكة” للأدب النسوي العربي، وكنت من ضمن الفائزات في مجال الشعر، وفي العام 2016 نلت جائزة عمر أبو ريشة في سورية، حيث كان يمولها المرحوم كنانة الشهابي ابن أخت الشاعر عمر أبو ريشة، وفي هذا العام كنت من الفائزين في مسابقة الأغنية الوطنية السورية، ووعدت وزارة التربية أن تلحن وتغنى القصائد الفائزة أو تدرج ضمن المنهاج الدراسي.
وختمت بالقول: إنني من المؤمنين بدور الدولة أولا وأساسا في العمل الثقافي، وتاليا في العمل الأهلي والمدني كرديف له، لكن يبقى لمؤسسات الدولة الرسمية الدور الأكبر في إنجاح العمل العام فيما لو قاد عمليته الثقافية والإدارية مثقفون حقيقيون جديرون، ولنا في الهيئة السورية للكتاب مثلا وأنموذجاً يحتذى.
قحطان بيرقدار: في رحابه يبدعون
ويرى الأديب والشاعر قحطان بيرقدار أن رعاية الدولة للمبدعين في المجالات كافة واحتضان مواهبهم وتشجيعهم، وإصدار أعمالهم هي إنجازات كثيرة لا يستطيع المتفحص لواقع الحال في وطننا أن ينكر هذه الإنجازات في هذا المجال، ومن ينظر نظرة سطحية للأمور ويقارن بين واقع الحال في وطننا وواقع الحال في بلدان أخرى، عربية وأجنبية، يلاحظ أن مقدار الدعم في تلك البلدان هو أكبر من مقدار الدعم في وطننا، وبرأيي أن لكل بلد إمكاناته وطاقاته، ويقدم ما يستطيع تقديمه.
وبالنسبة لدور الدولة في وطننا ورعاية المبدعين وتشجيعهم، فسنجد أن جميع المبدعين السوريين وفي المجالات كافة كانت بدايتهم، من هذه الأرض، من سورية، عبر إحدى مؤسسات الدولة أو إحدى المنظمات” طلائع البعث” تحاول هذه المنظمة بشتى الوسائل أن تكتشف المواهب لديهم، تنميها وتشجع الأطفال من خلال معسكرات تقيمها لهم، ومسابقات تخصص لمواهبهم، كمسابقة سليمان العيسى، وعندما يكبر هؤلاء الأطفال يتوجهون إلى اتحاد شبيبة الثورة، ليلقوا الدعم نفسه واحتضان كبير للمواهب الشابة من خلال مكاتب الثقافة والفنون في فروع الاتحاد في المحافظات.
وأضاف: الكثير من المبدعين كانت بدايتهم من هذه المنظمات، ولابد أن نلفت إلى ما قدمه اتحاد الكتاب العرب من جهود كبيرة في دعم المواهب الشابة، ولايزال يتابع مسيرته مع المكتب التنفيذي الجديد برئاسة د. محمد الحوراني، هناك اتجاه واضح لاحتضان الشباب وتنسيبهم للاتحاد وطباعة أعمالهم، ما له من دور كبير في تنمية المواهب ووضعهم على الطريق الصحيح.

ويؤكد بدوره أن الوطن قدم الكثير لأبنائه، ولا يستطيع عاقل أن ينكر ذلك، وله في تجربته خير مثال، يقول:

كوني حصلت على عدة جوائز عربية” أمير الشعراء في أبو ظبي، مسابقة شاعر الكوثر في إيران، مسابقة الشارقة للإبداع العربي، لكن كل الجوائز العربية التي حصلت عليها في كفة، وجائزة الدولة التشجيعية التي منحتني إياها وزارة الثقافة في العالم 2018 كان لها طعم آخر، كوني كرمت في وطني، رغم أن الإمكانات المتاحة محدودة، لكن وجود هذا الدعم بعد حرب ضروس وحصار اقتصادي شديد، لاشك له كبير الأثر، وخصوصا أن السنوات ما قبل الحرب شهدت الكثير من الإنجازات في مجال دعم المواهب الشابة، وأنا واثق أن الواقع سيكون أفضل في قادم الأيام، فعلينا أن نعمل وننطلق مما هو متاح، وعلى المبدع الشاب أن يتمثل شعار سيد الوطن” الأمل والعمل”

فجميع المبدعين السوريين انطلقوا من سورية، من هذا الوطن، رعتهم المؤسسات الثقافية وفتحت لهم آفاقا كبيرة للإبداع، وحري بهم أن يكونوا أوفياء له.
رامز حاج حسين: جوائز بنكهة وطن
ويرى الأديب والفنان التشكيلي رامز حاج حسين أن الجوائز المقدمة للمبدعين في سورية، شكلت وستظل نقطة إلهام وحافز مشجع للتنافس، ومن تجربته يقول:

إن فوزي بجائزة الدولة التشجيعية الممنوحة بمرسوم كريم من السيد الرئيس للشباب في ميادين الثقافة، شعرت وقتها بأن تعب وعناء الأعمال التي قدمتها للأطفال لاقت تقديرها، وكانت الجائزة حافزا لي للاستمرار في المنهجة والتطوير، والكل يجمع على أن التقدير المعنوي له أثره وخصوصا إذا كان تحت مسمى جائزة تحمل اسم الوطن.
وما أتمناه هو تطوير واعتماد خطط مستقبلية لتعزيز فكرة المسابقات والجوائز وتغطيتها لكل المناحي المتعلقة بحلقة الإبداع الحضارية السورية.

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا الرئيس الشرع وملك البحرين يؤكدان تعزيز التعاون الخارجية الأميركية: العلاقات مع سوريا تدخل مرحلة جديدة غروسي: نتطلع إلى تعزيز التعاون مع سوريا ونخطط لزيارتها مجدداً تعزيز التنسيق المشترك عربياً ودولياً في لقاء نقابي سوري سعودي  "المركزي" كوسيط مالي وتنظيمي بين الأسر والشركات  "وهذه هويتي".. "حسين الهرموش" أيقونة الانشقاق العسكري وبداية الكفاح    إصدار التعليمات التنفيذية لقرار تأجيل الامتحانات العامة   لبنان يعلن عن خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين على مراحل لاستكشاف فرص التعاون والاستثمار.. الحبتور يزور سوريا على رأس وفد رفيع قريبا  2050 حصة من الأضاحي لأهالي ريف دمشق الغربي "أطباء درعا" تقدم الأضاحي عن أرواح شهداء الثورة   التربية تشدد على التنسيق والتأمين الكامل لنجاح امتحانات2025 ضخ المياه إلى شارع بغداد بعد إصلاح الأعطال الطارئة أعطال كهربائية في الشيخ بدر.. وورش الطوارئ تباشر بالإصلاحات الجولات الرقابية في ريف دمشق مستمرة لا قضيّة ضد مجهول.. وعيونهم لا تنام الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب