الثورة أون لاين – تحقيق جهاد الزعبي:
صعوبات عديدة تواجه مزارعي محاصيل الخضار الصيفية في محافظة درعا جعلتهم يشتكون من عدم تناسب تكاليف الإنتاج والتي ارتفعت خلال الموسم الحالي بشكل كبير، الذي سينعكس سلباً على زراعة أراضيهم بالمحاصيل الصيفية من الخضار خاصة البندورة والخيار والتبغ والبطاطا والكوسا.
*ارتفاع التكاليف..
المزارع محمود الناصر يشير إلى أن المعوقات التي تعترض عمل المزارعين تتمثل بارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل مضاعف وخاصة، في أسعار الأسمدة والبذار وشبكات الري والأدوية الزراعية ، بالإضافة لعدم توفر الكميات الكافية من مادة المازوت لتشغيل المحركات لري المحاصيل من الآبار الارتوازية خاصة وأن هذه المزروعات يتم ريها عن طريق الآبار الزراعية.
*غلاء الأسمدة..
أما المزارع يوسف محمد فقال: إن الموسم الحالي يتمثل بارتفاع تكاليف الإنتاج بدءاً من الفلاحة والأيدي العاملة والأسمدة والمبيدات، فمثلاً من خلال حسبة بسيطة فإن تكاليف الدونم الواحد من محصول البندورة والتي يعتمد عليها أكثر مزارعي المحافظة تصل إلى حوالي مليون ليرة في ظل هذا الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وهذه المحاصيل تتطلب كميات كبيرة منها حيث يصل سعر الطن من سماد اليوريا في السوق السوداء إلى حوالي مليون ليرة للنوع الذواب عالي التركيز والفوسفور والبوتاسيوم والسوبر فوسفات، بينما تكلفة الدونم من البطاطا يصل إلى أكثر من 750 ألف ليرة والخيار 400 ألف ليرة والكوسا والباذنجان 500 ألف ليرة وهذه التكاليف كانت تعادل أقل من النصف خلال المواسم الماضية، وهذا يتطلب نفقات طائلة وعملاً مجهداً ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار المازوت اللازم للري وعدم توفره.
*عزوف الفلاحين..
وأشار المزارع علي المصري أن غلاء المستلزمات الزراعية وعدم توفر المازوت الزراعي بالشكل الكافي أدى إلى خسائر كبيرة للفلاحين، وبالتالي عزف الكثير من المزارعين عن زراعة أراضيهم بالمحاصيل من الخضار بسبب هذا الارتفاع في مستلزمات الإنتاج، وهذا ما لاحظناه مؤخراً في أسواقنا المحلية من ارتفاع في أسعار الخضار.
*التجار مستفيدون..
وأوضح بعض المزارعين أنهم يوردون خضارهم لأسواق الهال ولكنهم يتعرضون لتقلبات الأسعار التي يفرضها تجار الكمسيون الذين يرتبطون مع تجار السوق بدمشق حسب العرض والطلب وبالتالي يأخذ التاجر عمولة أكثر من 7 % من ثمن البضاعة مع خصم وزن الصناديق وتلف بضاعة وبالتالي يستفيدون أكثر من المزارع.
*هل من تدخل؟
وبذات السياق طالب الفلاحون بضرورة توفير الأسمدة والأدوية الزراعية بالكميات الكافية وبالسعر المدعوم عن طريق وإعادة النظر بالأسعار الحالية لأنها مرهقة للمزارعين. كما طالبوا بضرورة توفير الكميات الكافية من المازوت للآبار وسيارات نقل الخضار للتخفيف من التكاليف.
*الصيدليات الزراعية..
ولفت بعض المزارعين إلى أن أصحاب الصيدليات الزراعية يبيعون المستلزمات الزراعية من بذور وأسمدة وأدوية بأسعار كاوية وبسعر الصرف يوم سداد الديون وهذا الأمر فيه إجحاف بحق الفلاحين ولكنهم يضطرون لذلك مكرهين لأن الزراعة مصدر رزقهم الوحيد.
وبدورهم الكثير من المزارعين أكدوا أنهم يستأجرون الأراضي وليسوا مالكين ولم يستفيدوا من الحصول على الأسمدة والشبكات الحديثة والدعم الزراعي لذلك طالبوا بالعمل على الكشف الحسي على الحقول وليس بالتنظيم الزراعي الذي يقف حجر عثرة في وجههم.
*اتحاد الفلاحين: مطالب الفلاحين محقة
نائب رئيس اتحاد فلاحي درعا “محمد هاشم الجندي” لفت إلى أن مطالب الفلاحين محقة وهناك حاجة لدعم المزارعين وزيادة مخصصات المحافظة من المازوت والأسمدة لأن الكميات الواردة لا تساوي أقل من ربع حاجة الفلاحين فالأسمدة بالسوق الخاص غالية جداً وبالمصرف الزراعي غير كافية وكذلك غالية.
ونوه “الجندي” أن موسم الخضار الصيفية جيد ولكن لا بد من دعم العملية الإنتاجية وتوفير المستلزمات بأقل الأسعار.
الزراعة: الالتزام بالخطة الزراعية
من جهته رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية الزراعة بدرعا المهندس بسام الحشيش ذكر أنه يتم التعاون مع الجهات المعنية بالمحافظة من المصارف الزراعية وفرع إكثار البذار واتحاد الفلاحين على بذل الجهود لتأمين جميع مستلزمات الإنتاج للفلاحين بأسعار مدعومة من خلال منحهم وثائق تنظيم زراعية للحصول على الأسمدة والبذار بأسعار معقولة والاستفادة من الدعم الزراعي الذي يقدمه صندوق دعم الإنتاج الزراعي بهدف الإسهام في التخفيف من الأعباء المالية على الفلاحين، مؤكداً ضرورة التزام المزارعين بالخطة الزراعية المقررة واستخدام التقنيات الحديثة من ترشيد باستخدام الأسمدة والمبيدات وبالتالي يؤدي إلى زيادة في الإنتاج وجودة بالنوعية وتحقيق أرباح جيدة لهم.