جميل حداد .. سنديانة الشعر

الثورة أون لاين:

في المشهد الشعري الذي نعيشه اليوم ثمة طوفان يكاد يأخذ الشعر والشعراء يلقي بهم على مقالب النسيان لانهم فعلا خارج لجة الابداع ..
لكنك لن تعدم الأصالة والتجديد والقدرة على التقاط الدهشة في أعمال شعرية صاحبها رجل دولة من طراز رفيع ..رجل خبر الحياة وأعطاها من دمه وقلبه
وحين جادت إليه بما يتمناه المرء كان الاكثر كرما وجودا ..
لا تعرف يمناه بما تقدم يسراه في مشهدية التفاعل الخلاق مع الناس مع الوطن ..كرم من كل الجهات ..تلاقى مع قريحة شعرية تفتقت بعد السبعين من العمر..
فإذا بها نهر فرات عذب جاشت غواربه من كل الضفاف فاض فزرع قمحا ونما الزرع وحان موسم الحصاد …وكانت الدواوين الخمسة ليتوجها البيدر بما اكتنزه من غلال لا زؤان فيها ..إنما قمح شهي.
البيادر ديوان الشاعر جميل حداد الصادر عن دار البشائر في دمشق مئتا قصيدة ضمها بين دفتيه ..بعد تقديم الشاعر لديوانه وحكايته مع الشعر ..يأتي تقديم المفتي الدكتور بدر الدين حسون ..

27.jpg

ثم لنكون مع مئتي قصيدة منسوجة بدمع العين مبحرة بالقلب لأنها كتبت بمداد المشاعر النبيلة.
وقد عبر عن ذلك الشاعر في مقدمة ديوانه الخامس إذ قال..
وقبلت أن اكون باصغري صادقا في حبي الذي اعتبره كنزا من كنوزي التي يعززها العطاء والتواصل المستمر وقد علمني ذلك الحب أن تكون كلماتي مفتاحا لكل القلوب النبيلة التي أخاطبها لانني تعودت أن أقدمها لقارئي بأسلوب لا يقبل التعالي عليه ابدا.
يستهل الديوان بقصيدة حملت عنوان البيادر وحسب ترقيم القصائد التي أبدعها الشاعر فهي تحمل الرقم ١٠٠١ والتاريخ حزيران ٢٠١٩م ..
وهذه ميزة تحسب للشاعر انه يؤرخ كل قصيدة باليوم والشهر والسنة .

28.jpg

يقول في قصيدة البيادر
بيدر الخير سحره لايجارى …يمنح الخير طافحا ويجود
فهو رمز العطاء أن رمت خيرا ….وهو رمز السخاء والبذل جود.
قصائد الديوان تمضي بين رثاء لأحبة غادروا هذا العالم فكانت دمعة الشاعر عليهم سخية وبين قصائد الوفاء للوطن والاهل والاصدقاء..
ولايبرح الشاعر ملعب الطفولة وتلك السنديانة التي ماتزال في قريته تروي قصص النضال واجتماع أعلام الشعر والثقافة تحتها ..وهيب غانم وسليمان العيسى والشاعر نفسه وإخوته الذين ايضا أبلوا بلاء متميزا في دروب النضال والعمل ومازالوا كما شاعرنا يقدمون ويعطون ..
يقول في تلك السنديانة ..

يا سنديانة قلبي الان منفطر ..
فهل عرفت لماذا القلب ينفطر
.قومي تقرقوا والاحقاد تأخذهم
ما ايقظ النبل في أعماقهم خطر
يا سنديانة خل القلب لي سكنا
وهدهديني فإن الروح تحتضر..

وفي قصيدته التي تحمل عنوان إشراقات يصل الشاعر ذروة الابداع في ابتكار الصور الحركية التي تدل على صخب الحياة وأحوال النفس …قصيدة تحتاج وحدها دراسة معمقة تسبر غور اللغة وما تحمله من ثراء الدلالات التي تشكل قلب البلاغة الجديدة في القصيدة ..
فاض حبي فاض شوقي فاض حزني فاضت الدنيا ملامة ..
كيف اصفو كيف أغفو كيف أشكو ولمن أشكو وفي قلبي غمامه
انا أشكو وهو يشكو نحن نشكو كلنا يرجو من الله السلامة..

صخب الأفعال التي تتواتر بكثافة لا تشعر انها قد تكررت لان كل فعل يقدم ثراءه ويحمل الف حكاية وحكاية.
ديوان البيادر جمع لزرع وفير قمح الشعر وذهب اللغة وجودة السبك والقدرة على أن يكون الشاعر حداثيا وهو ابن الثمانين ربيعا …دام الشعر قنديلا اخضر في دروب الجمال.

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي