لماذا يتفاءل السوريون بخطاب القسم.. وما الأسباب الموجبة؟

الثورة أون لاين- عبد الحليم سعود:

يتطلع أبناء شعبنا في سورية بتفاؤل كبير واهتمام بالغ إلى الخطاب التاريخي الذي سيلقيه السيد الرئيس بشار الأسد بعد أيام قليلة بمناسبة أدائه القسم الدستوري كرئيس للجمهورية العربية السورية، بعد فوزه الصريح بانتخابات أدهشت العالم لناحية المشاركة الشعبية الواسعة فيها رغم حملات التشويش والتضليل الممنهجة التي استهدفتها، أم لناحية الاحتفالات العفوية الكبيرة التي تلتها في كل المحافظات السورية .. وذلك لما يمكن أن يحمله هذا الخطاب المنتظر من وعود صادقة باستمرار العمل الجاد من أجل النهوض بسورية من واقع الحرب الإرهابية الظالمة والتخلص من آثار وتداعيات الحصار الخانق الذي تفرضه قوى الغطرسة والعدوان كنتيجة لهزيمتها في الحرب وعجزها عن تنفيذ الأجندات الاستعمارية التي خططت لها.
ولعل السؤال المهم في هذا الإطار لماذا يتفاءل السوريون بالخطاب وبالمرحلة التي تليه رغم كل الصعوبات التي عانوا منها في السنوات الماضية، وبرغم الحرب والحصار والحالة المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمرون بها حالياً، وما الجديد الذي يتوقعون حصوله بعد الخطاب بحيث ينعكس على واقعهم العام بشكل إيجابي..؟
بداية لا بد من الاعتراف بحقيقتين تتعلقان بالاستحقاق الرئاسي والمشاركة الشعبية الكبيرة فيه.. وهما تمسك السوريين وإيمانهم الذي لا يتزعزع بخيار الدولة ومؤسساتها الدستورية وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة ومجلس الشعب والجيش العربي السوري، وقناعتهم المطلقة بأن السيد الرئيس بشار الأسد هو الأكثر قدرة على تجاوز المصاعب وقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان بعد أن ساهمت قيادته الحكيمة والشجاعة خلال السنوات الماضية بإفشال أهداف الحرب الإرهابية والحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها..فالذين اندفعوا للمشاركة بالانتخابات جددوا العهد والولاء لهذه المسيرة الناجحة، وهم يتطلعون اليوم إلى غد أفضل في ظل استمرارها، وقد خبروا مدى المصداقية والشفافية التي يتمتع بها سيادته تجاه كل ما يتعلق بهموم وآلام وآمال وطموحات ومصالح الشعب العربي في سورية.
فلو عدنا إلى أي خطاب من خطاباته أو أحاديثه أو كلماته السابقة أو حتى لقاءاته مع وسائل الإعلام المختلفة لوجدنا ذات المصداقية وبعد النظر والقراءة الاستشرافية للواقع المتغير وللمستقبل أيضاً، رغم كل المتغيرات الدولية والأحداث التي عصفت وتعصف بالعالم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وضوح الرؤية وسداد المواقف والحكمة والشجاعة التي يتمتع بها سيادته، الأمر الذي جعل السوريين في الداخل والخارج يمنحونه ثقتهم الكاملة ويعبرون عن الولاء لمسيرته المظفرة وهم متأكدون من أنه سيتجاوز بهم ومعهم كل التحديات ويقهر كل الصعاب ويعيد الأمان والاستقرار والسلام والازدهار لكل الوطن، ألم يبشرنا السيد الرئيس بهزيمة الإرهاب منذ بدايات العام 2011 ، وها نحن اليوم نشهد ونعيش هزيمته وتقهقره في معظم الأراضي السورية، بحيث لم يبق منه ومن ممارسيه سوى بعض المرتزقة والعملاء والانفصاليين الذين تحميهم وترعاهم واشنطن والنظام التركي في الشمال والشمال الغربي من سورية، ألم يؤكد السيد الرئيس في كل أحادثه وخطاباته على أن سورية ستبقى سيدة حرة مستقلة ولن تتخلى عن أي جزء من أراضيها ولن ترضى بالخنوع لأحد أو التفريط بحقوقها أو تقبل أي وصاية من أحد، لتؤكد السنوات العشر الماضية مصداقية كل ما وعد به سيادته حيث بقيت سورية شوكة في أعين أعدائها تدافع عن قضاياها وتتمسك بحقوقها وترفع صوتها الحق في كل المحافل الدولية، فهل ثمة من يجهل الأسباب التي تجعل من الدول الغربية تواصل عداءها واستهدافها لسورية وحصارها لشعبها، أليس لأن سورية ما زالت على مواقفها الرافضة للهيمنة والاحتلال والغطرسة والاستعمار والإملاءات الخارجية..؟ أليس لأنها ما زالت متمسكة بحقوقها وأرضها المحتلة وحقوق الشعب الفلسطيني وتدعم مقاومته بوجه الاحتلال الإسرائيلي..فهل يصدق عاقل أن أميركا مثلا تحاصر الشعب السوري بلقمة عيشه دفاعا عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تحتل أرضه وتدمر بنيته التحتية وتسرق ثرواته ؟!.
ألم يقل السيد الرئيس في كل خطاباته إن الصراع في سورية هو بين الوطن وأعدائه وليس بين السوريين أنفسهم، فهل ثمة من يشكك بهذه الحقيقة بعد أن أظهرت الأحداث المتتالية أن أميركا و تركيا ومعهما الكيان الصهيوني هم الأعداء الذين يحتلون أجزاء من الأرض السورية ويدعمون الإرهاب التكفيري الحاقد بشكل علني، أليس الصراع اليوم هو مع هذه الأطراف ومع مرتزقتها من الإرهابيين الذين يستهدفون سورية وحاضرها ومستقبلها.

ألم يقل سيادته في خطابات سابقة أن الاحتلال إلى زوال.؟ أليس ما يجري اليوم في أفغانستان من انسحاب أميركي له شكل الفرار والهروب بعد عشرين عاما من الاحتلال يؤكد أنهم سينسحبون من سورية عاجلاً أم آجلاً لأنهم لصوص فاقدون للشرعية والأخلاق والقيم ولا يستطيعون أن يدفعوا أكلاف احتلالهم الدائم فلا بد أن تنطلق المقاومة الشعبية السورية ضدهم إن لم ينسحبوا من تلقاء أنفسهم.
لا شك أن خطاب القسم في الوضع الداخلي سيأتي مصداقا لشعار “الأمل بالعمل” الذي أطلقه سيادته في بداية الحملة الانتخابية، إذ لا يمكن تجاوز الصعوبات التي يعيشها السوريون سوى بالمزيد من العمل والإنتاج في كل الميادين، إذ لا أمل إلا بالسوريين أنفسهم وما سيفعلونه في الأيام القادمة للنهوض ببلدهم، لأن انتظار الحلول لمشكلات الداخل من الخارج الذي يحاصر ويعتدي ويمارس الضغوط لن يأتي بأي نتيجة.
التفاؤل حقيقي ومشروع وستثبت الأيام أن السوريين كانوا على حق حين قدموا هذه الصورة الرائعة في العشرين والسادس والعشرين من أيار وما بعدهما، لأن السيد الرئيس بشار الأسد لم يخب أمالهم وتطلعاتهم في يوم من الأيام، ولن يفعل.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين