الثورة أون لا ين – ترجمة ميساء وسوف:
عززت الصين وجيرانها، روسيا وكوريا الديمقراطية، علاقاتها مؤخراً، حيث قال محللون صينيون إن العلاقات بين الدول الثلاث تختلف تماماً في طبيعتها عن تحالف الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وأن الصين وروسيا وكوريا الشمالية ستستمر في التعاون لحماية السلام والاستقرار الإقليميين بغض النظر عن الضغوط والتأثيرات التي قد تأتي من الولايات المتحدة.
وستستمر واشنطن في المستقبل في استخدام حلفائها في المنطقة لإثارة التوترات، مثل إجراء مناورات عسكرية مع كوريا الجنوبية في آب لمواصلة الضغط على أمن كوريا الشمالية على الرغم من أن بيونغ يانغ بذلت بعض جهود نزع السلاح النووي.
وقال الخبراء إن الصين ستعزز بالتالي التعاون الأمني مع كوريا الشمالية وستواصل تحسين التعاون الاقتصادي الحالي لدعم الاقتصاد الكوري الشمالي لتحقيق التنمية المستدامة القائمة على الاعتماد على الذات.
تبادل شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، رسائل التهنئة يوم الأحد مع كيم جونغ أون، الأمين العام لحزب العمال الكوري، ورئيس لجنة شؤون الدولة والقائد العام للقوات المسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الذكرى الستين لتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بين الصين وكوريا الديمقراطية.
وفي رسالته، أشار شي إلى أنه في عام 1961، اتخذ قادة الجيل الأكبر من الصين وكوريا الديمقراطية قراراً استراتيجياً بعيد النظر للتوقيع على المعاهدة والتي وضعت أسساً سياسية وقانونية مهمة لتوطيد الصداقة التي أقامها الشعبان.
وقال كيم أيضاً في رسالته، إن توقيع المعاهدة يوضح للعالم الإرادة الحازمة للطرفين وكذلك حكومتي وشعبي البلدين لتعزيز التنمية طويلة الأجل للصداقة بين كوريا الديمقراطية والصين التي تقوم على أساس قانوني متين.
وشدد شي على تسارع التحول الكبير في المشهد العالمي غير المرئي منذ قرن من الزمان وقال إنه مستعد للعمل مع كيم لتعزيز الاتصالات الاستراتيجية، ورسم مسار العلاقة بين الصين وكوريا الديمقراطية، ورفع التعاون الودي بين البلدين لجلب المزيد من الفوائد للبلدين وشعبيهما.
لا تزال كوريا الشمالية تواجه تحدياً أمنياً خطيراً، حيث لم تتخذ الولايات المتحدة أي خطوات للرد بالمثل على جهود بيونغ يانغ في نزع السلاح النووي، وترفض وقف التدريبات العسكرية السنوية العدائية مع كوريا الجنوبية التي تستهدفها بشكل مباشر .
وأشار شي إلى أن الصين تدعم بقوة كوريا الديمقراطية في تنمية اقتصادها، وتحسين رفاهية شعبها، والنهوض بقوة بقضية البناء الاشتراكي، وفقاُ لتقارير وسائل الإعلام.
كما أشار كيم إلى أنه في السنوات الأخيرة، وفي مواجهة المشهد الدولي المعقد والمتغير باستمرار، استمرت الثقة والصداقة بين كوريا الديمقراطية والصين في النمو بشكل أعمق، وتقدمت العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وأضاف أن حزب العمال الكوري وحكومة كوريا الديمقراطية وشعبها سيعلقون أهمية أكبر على الصداقة مع الصين، وهي كنز مشترك لكلا الجانبين، وسيتقدمون جنباً إلى جنب مع الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية والشعب الصيني في الرحلة المقدسة لبناء الاشتراكية والشيوعية.
قال تشنغ جيونغ، مدير مركز الدراسات الكورية بجامعة فودان في شنغهاي إنه بصرف النظر عن المجال الأمني، تحتاج كوريا الشمالية إلى مساعدة اقتصادية من الصين لتحسين معيشة شعبها، وهو طلب معقول، لذلك ستقدم الصين تجاربها واستثماراتها الناجحة لضمان استدامة الاقتصاد الكوري الشمالي من خلال تطوير الذات.
الصداقة بين بكين وموسكو:
وقد أقيم يوم الأحد حفل استقبال بمناسبة الذكرى العشرين لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي بين الصين وروسيا في دار ضيافة دياويوتاى في بكين. حيث انه في 28 حزيران، أصدر الرئيس الصيني شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بياناً مشتركاً، قررا رسمياً تمديد المعاهدة.
وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي في حفل الاستقبال أنه قد تم التخلص من عقلية الحرب الباردة وسياسات القوة، وأنه وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن النية الأصلية للصداقة الصينية الروسية على مدى أجيال لن تتغير، ومنها التركيز على الدعم المتبادل والعزم على السلام، وأشار إلى أنه يتعين على البلدين تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتقديم دعم قوي لبعضهما البعض على الدوام.
قال السفير الروسي لدى الصين أندريه دينيسوف إنه تماشيا مع روح المعاهدة، عمل البلدان بنشاط على تيسير التعاون في جميع المجالات. وقد تم بناء آلية واسعة للتعاون الحكومي الدولي واستمرار حوار أمني نشط، وقال إنه تم إجراء اتصالات بين مكتب الرئيس بوتين والمكتب العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
قال يانغ جين، زميل باحث مشارك في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “هذا النوع من قنوات الاتصال الوثيق أمر غير معتاد بين الدول، لأنه لا يوجد إلا بين الشركاء ذوي العلاقات الاستراتيجية الوثيقة، لذلك لا يمكن لأي شخص من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، أو داخل بلدينا أن يتوقع أن العلاقات الصينية الروسية يمكن أن تنقطع يوماً ما”.
كما أكّد لي هايدونغ، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، أن جهود الصين لتعزيز العلاقات مع روسيا وكوريا الشمالية تستند إلى مصالحها الوطنية والمصالح المشتركة بين دول المنطقة. والأهم من ذلك جميع البلدان متساوية في هذه العلاقات.
“على عكس تحالف الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، فإنهما حليفان مقيدان بمعاهدات غير متكافئة، لكن علاقاتهما ليست متساوية، وكحليف للولايات المتحدة فإن الدولتين لا تتمتعان حتى بالسيادة الكاملة والاستقلال الذاتي في بعض المجالات الأكثر أهمية مثل الدفاع الوطني والدبلوماسية. لذا فإن جهودهم لبناء علاقات ودية مع الصين أو التعامل مع كوريا الشمالية قد قطعت من قبل الولايات المتحدة مراراً وتكراراً لأن واشنطن لا تريد أن ترى حلفاءها يقتربون جداً من “منافسيها الاستراتيجيين”.
لكن الصين وروسيا وكوريا الشمالية دول مستقلة تتمتع بالثقة والاحترام المتبادلين، لذا يمكنهم تطوير علاقاتهم الخاصة مع حلفاء الولايات المتحدة أيضاً، والتي تكون أكثر انفتاحاً وشمولية وحضارة، ويمكنهم أيضاً الوقوف معاً لردع استفزازات واشنطن. وأشار “لي “إلى أن العلاقات الثلاثية بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية هي عامل مهم للاستقرار الإقليمي وحتى للسلام الدولي.
المصدر: Global Times