الثورة أون لاين – حلب – جهاد اصطيف:
لا شك أن تطوير الريف يحد من الهجرة ويخفف من الضغوط التي تواجه المدن بمختلف المجالات، ولعل خير دليل على أهمية ذلك ما تبنته وزارة الزراعة، حيث قامت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحلب من خلال دائرة التنمية الريفية خلال السنوات القليلة الماضية بتوزيع نحو (٤٠٠٠) منحة للأسر الريفية لتمكينها في أرضها وإعالتها على نحو يكفيها، لا بل والقيام بتصريف الفائض من منتجاتها الزراعية سواء الصيفية منها أم الشتوية.
وللاطلاع أكثر حول محاور عمل دائرة التنمية الريفية حدثنا المهندس رضوان حرصوني مدير زراعة حلب الذي أكد بداية أن المشروع الوطني للزراعات الأسرية أحد أهم محاور عمل دائرة التنمية الريفية، حيث تم مؤخراً توزيع (١٥٠٠) حصة على معظم مناطق ريف حلب وتتضمن المنحة ثلاثة أصناف شتوية ومثلها صيفية مع شبكة ري طولها (٤٠٠) متر، واستهدفت النساء المعيلات وأسر الشهداء والجرحى بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصنيع الفائض، هذا فضلاً عن توزيع (٢٥٠٠) حصة في السنوات السابقة في مختلف مناطق ريف حلب.
وبين حرصوني أن من محاور المشروع أيضاً توزيع القروض على (٢٥) مستفيدة في ريف سمعان وتحديداً في قريتي أم الكراميل وعطشانة شرقية، حيث بلغت قيمة القرض مليوناً ونصف المليون ليرة لكل مستفيد لغايات التصنيع الغذائي، فضلاً عن تدريب المستفيدات ضمن دورة كيف تأسسين مشروعاً؟.
وبيَّن حرصوني أنه من ضمن المحاور الأخرى هناك ما يسمى بوحدات التصنيع، كوحدة عقربة التي يتم العمل فيها على إنهاء تجهيز وحدة تصنيع الألبان والأجبان والعيران بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية في قرية عقربة التابعة لمنطقة السفيرة، ومن المتوقع أن توفر هذه الوحدة فرص عمل إلى (٢٠) مستفيدة من أهل القرية بالإضافة إلى (٥٠) مستفيداً غير مباشر من أصحاب رؤوس الأغنام والأبقار، وكذلك وحدة تل علم التي يجري العمل فيها على تجهيز وحدة تصنيع متعددة الأغراض في قرية تل علم التابعة لمنطقة السفيرة وتجري أيضاً متابعة عمل وحدات التصنيع التي تم إقامتها بالتعاون مع (wfp) وغرفة الزراعة بحلب وعددها ثلاثة.
• منتجات ريفيات:
ولعل من أهم المحاور أيضاً كما يقول مدير الزراعة بحلب هي الأسواق، كسوق تلعرن الذي تم افتتاحه لبيع منتجات النساء الريفيات وتشكل هذه الأسواق دعماً للسيدات اللواتي يقمن ببيع منتجاتهن بشكل مباشر للمستهلكين دون وسيط، مشيراً إلى أن سوق حلب تم الانتهاء من تجهيزه كسوق كبير لبيع المنتجات من جميع مناطق ريف حلب ضمن مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي.
ومن المحاور الأخرى يضيف حرصوني أنه يتم تنفيذ الندوات والبيانات العملية بشكل دوري للاطلاع على أحدث الأساليب العملية والعلمية في مختلف المجالات الزراعية والاقتصادية والاجتماعية وإقامة الدورات للنساء الريفيات بهدف تطوير عملهن.
• شبكات ري حديثة..
بدورها المهندسة أماني العمري رئيسة دائرة التنمية الريفية في مديرية زراعة حلب أوضحت أن المنح التي استفادت منها الأسر الريفية حتى الآن توزعت على ثلاث مراحل، حيث بدأت منذ العام ٢٠١٨، وتضمنت المنحة بشكل أساسي شبكات ري حديثة ذات نوعية عالية مع إكسسواراتها، إضافة للبذار الصيفي والشتوي، وتعطى وفق معايير محددة أهمها استهداف النساء المعيلات وكذلك الرجال وأسر الشهداء والجرحى لتمكينهم والاستفادة من زراعة أراضيهم وتشبثهم بأرضهم.
وأضافت العمري أن النتائج كانت جيدة ومبشرة خاصة وأن الشبكة كما قلنا ذات جودة عالية ومنعكساتها إيجابية، فعلى سبيل المثال بتنا نرى بعض الأسر وهي تقوم بمقايضة المنتوجات لديها بأخرى أو أن تقوم بعض الأسر بتوزيع الفائض لديها وتصريفه، الأمر الذي يجسد الأواصر الاجتماعية بين تلك الأسر في ريفنا المعطاء.
وبينت رئيسة الدائرة أن الخضار التي تعتمد عليها الأسر تنوعت بين البندورة والكوسا صيفاً والسبانخ والفول والبازلاء في الشتاء، الأمر الذي ينعكس إيجاباً ويدر دخلاً لهذه الأسر، هذا فضلاً عن أن المديرية تقوم بتدريب الأسر على كيفية العناية بالشبكة لتخدم تلك الأسر أكبر قدر من الإمكان، وختمت قائلة: إن كل ما تقدمه الحكومة من دعم واضح هو للتشجيع على إقامة مثل هذه المشاريع الصغيرة المهمة للأسر الريفية وانعكاسها الإيجابي على واقعنا الزراعي.