وستهرب أميركا من سورية أيضاً!

بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:

تحت جنح الظلام، و”فجأة” تنسحب أميركا من أفغانستان، وتحت جنح الظلام يسارع جو بايدن لتقريب موعد هروب قواته من قاعدة “باغرام” وسواها من القواعد العسكرية التي بنتها بلاده بشكل غير شرعي طوال عقود من الزمن، والذي كان مقرراً الحديث فيه في أروقة الكونغرس أيلول القادم.
ومن سواد ظلام الحبر الأميركي تسرب الصحافة الغربية أن الولايات المتحدة تفكر بالانسحاب من المنطقة برمتها، ربما من العراق، و”فجأة” قد يحدث الأمر من سورية، لأن تكلفة بقائها باتت باهظة جداً، سواء بخسارة تريليونات الدولارات أو خسارتها لأرواح الآلاف من جنودها.
ربما أميركا تهيئ نفسها ليس للانسحاب من المستنقع الأفغاني الذي تورطت فيه، بل من مشهد الأحادية القطبية كله، ربما يشهد العالم “فجأة” تخليها عن هذه الغطرسة “الأحادية” ، ليس لأنها “إنسانية” ولا لأنها تحترم القوانين الدولية، بل لأسباب عدة، أولها صعود روسيا والصين ورفضهما لهيمنة أميركا، وربما لأنها أفلست اقتصادياً، وربما لم يعد لديها من تبتزه وتسرق ملياراته بحجة حماية أمنه المزعوم لأنها أفرغت جيوبه أساساً، وربما لأن اقتصاد الصين القادم سيبتلع اقتصادها وباتت تعي هذه الحقيقة، وربما لهذه الأسباب جميعاً.
المهم بكل ما يجري أن أميركا اليوم ليست أميركا التي تأمر وتنهي وتقتل وتغزو وتشرد الشعوب وتغزو الدول دون رقيب وحسيب، وأميركا اليوم تضطر مسايرة روسيا أو الموافقة على شروطها والاتفاق معها على خطوط معينة في سورية وأوكرانيا والبحر الأسود.
لا بل إن الاتفاق الروسي الأميركي حول موضوع المعابر والمساعدات الإنسانية إلى سورية، والتوافق على صيغة القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي مؤخراً وبالشروط الروسية التي لجمت واشنطن، وقيدت حركتها في إرسال السلاح للإرهابيين باسم “الإنسانية”، أكد هذه الحقائق التي نسوقها جلية واضحة، وأكثر من ذلك فإن التوافق المذكور قد يجبرها لاحقاً على الانسحاب من سورية وتفكيك قواعدها انطلاقاً من تمسك الجانب الروسي وسورية بالقانون الدولي وانطلاقاً من كل العوامل التي ذكرناها آنفاً.
قصارى القول تم بتوافق روسي أميركي، وبصياغة روسية أميركية، انسحاب أميركا حتى من شروطها السابقة حول المعابر والمساعدات “الإنسانية” المزعومة، وتم الانسحاب الأميركي من أفغانستان فجأة ودون سابق إنذار، وتم الهروب التكتيكي لبوارج بريطانيا وأميركا من البحر الأسود فجأة، وهناك تسريبات عن انسحاب أميركا من المشهد “الشرق أوسطي” برمته، ليتأكد للعالم أن زمن الهيمنة الأميركية بدأ بالأفول.
وحتى إن كانت انسحابات أميركية تكتيكية ووهمية، ولغايات أخرى تخدم مصالح واشنطن في مناطق أخرى من العالم، ويمكن لنا فهم مغزاها ومعناها بناء على حجم التضليل الأميركي الذي يدركه العالم، وبناء على التهرب من الاتفاقات والالتزامات في أكثر من ملف دولي، إلا أن ساعة الحقيقة دقت، وأميركا سترحل صاغرة من سورية ومن أكثر من دولة منكوبة بسياساتها.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر