في قراءة متأنية لخطاب القسم، رسم السيد الرئيس بشار الأسد الخطوط العريضة للعمل خلال المرحلة القادمة، رسم فيه دروب العمل لبناء سورية الجديدة، حضارياً، وفكرياً، واجتماعياً، انطلاقاً من كون كل مرحلة من المراحل لا بد وأن يكون لها عنوان محدد وواضح، وهذا ما بدا واضحاً وجلياً في كل كلمة وردت في هذا الخطاب، الذي يعتبر بوصلة العمل الحكومي خلال المرحلة القادمة، وخاصة أنها مرحلة دقيقة وصعبة بحكم الظروف التي نعيشها جميعاً . . ظروف اقتصادية ومعاشية صعبة للغاية، ناهيك عن إعطاء الأهمية للمعلمين ودورهم في عملية بناء الإنسان ليكون ولاؤه الوطني الأهم من كل ولاء وخاصة أننا نعيش مرحلة من أقسى أنواع التآمر والمخططات التي تستهدف وجودنا، وقد وجدنا السيد الرئيس يمسك في يده البوصلة الوطنية ويضعها في مكانها الصحيح، ذلك لأن الإنسان هو صانع الانتصارات والنجاحات في شتى المجالات، ما يستدعي بالضرورة أن تقع على عاتق المعلمين مهمات بناء هذا الإنسان تربوياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً وعلمياً وحتى جسدياً ومعنوياً.
ونعتقد أن ما أشار إليه السيد الرئيس فيما يخص ذكر المعلمين يشكل الرهان الذي تصر عليه كل الدول الساعية لإنجاز نجاحات في العلم والفكر والتكنولوجيا . . إلخ، والتي تجهد للمحافظة على هذه النجاحات، والانطلاق منها نحو المزيد من التقدم والتطور .
لقد شكل خطاب القسم رسالة قوة وثبات واطمئنان للداخل، بقدر ما شكله من رسائل للخارج مفادها أن سورية قوية . . منيعة على الأخذ، وهي تسير بالاتجاه الذي يخدم مصالح الشعب،
فبقدر ما حمل الخطاب من رسائل سياسية للخارج، كان في جانب كبير منه برنامج عمل ومشروع وطني مستقبلي، يحمل كل ملامح التجديد والتطوير للحياة الداخلية بكل عناصرها ومكوناتها . . حدد جملة التحديات التي تواجهنا، مع تشخيص دقيق للحالة الداخلية وسبل الارتقاء بالواقع الصعب الذي نعيشه، وسبل الخروج منه إلى فضاءات أفضل بما ينعكس على مظاهر الحياة العامة ، وبما يصب ويلامس طموحاتنا، حيث أسس هذا الخطاب لمرحلة حاسمة ستوفر لنا جميعاً أسباب العيش الكريم، فاذا كانت الأهداف تتحقق بمسيرة القائد البطل والشعب العظيم، فعلينا نحن كشعب أن نعتبر هذا الخطاب خطابنا، فكلنا معنيون بترجمته إلى الواقع، إنه خطاب الأمة لأنه يمثل انتصاراتها، وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية، من خلال تحديد الأولويات والمهام التي هي أولويات وطنية ،حيث أكد سيادته أن سورية ترسم أفاق المستقبل . . مستقبلها المشرق، الذي اثبت للعالم أجمع صوابية المواقف السورية المشرفة ، وأحقيتها في الدفاع عن أرضها ومقدراتها . . إنه خطاب الأمل بالعمل ، وعلى الجميع أن يبدأ مرحلة جديدة وفق ما رسمه السيد الرئيس.
حديث الناس – اسماعيل جرادات