بعبارات مختزلة، لكنها عميقة، رسم السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه، الذي تلا القسم الدستوري، ملامح المرحلة القادمة، ووضع نقاط العمل على حروف الأمل، كي يبدأ السوريون حقبة البناء والإعمار والاستمرار في مواجهة أعتى القوى العدوانية حتى تحرير أرضهم من الإرهاب والغزاة.
ولعل الرسالة الأهم التي تضمنها الخطاب ووجهها إلى منظومة العدوان هي أن السوريين قادمون لتحرير أرضهم من الغزاة والمتطرفين مهما بلغت التضحيات، وأن المقاومة الشعبية بدأت ولن تتوقف حتى إنجاز التحرير الكامل من رجس الإرهاب والاحتلال البغيض، وأن النصر سيكون حليف هذا الشعب لأنه شعب مقاوم وصاحب حق، وأن الاحتلال والعدوان آيل للزوال مهما بلغت قوة الغزاة وشراستهم وإجرامهم وغطرستهم.
والرسالة البليغة الثانية أن السوريين برهنوا بوعيهم وانتمائهم الوطني خلال الحرب العدوانية عليهم، وما رافقها من تدمير ممنهج وحصار ظالم جائر، وإرهاب لم تعرف الشعوب مثيلاً لإجرامه وتطرفه من قبل، برهنوا على أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب، ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين.
باختزال شديد، لكنه معبر، وضع سيادته مرتكزات بناء القدرة لدى الشعب والمؤسسات كي يحافظ السوريون على مبادئهم الدستورية، وكي تبقى سوريتهم حرة عزيزة كريمة مستقلة، لا تأتمر بأوامر قوى العدوان ولا تفرض عليها شروطها وإملاءاتها، وكي تحافظ الدولة على وحدتها وسيادتها على أراضيها، وكي تبدأ مرحلة البناء والإعمار.
ويبقى الأهم من هذا وذاك تلك الرسالة التي تقول إن إرادة الشعب وعزيمته وهمته العالية ووعيه وانتماءه الوطني عوامل تصنع المستحيل، فالسوريون الذين خاضوا حرباً ضروساً واستعادوا معظم أراضيهم بكل تأكيد قادرون بإرادتهم وعزيمتهم وهمتهم العالية وبوعيهم وانتمائهم على بناء اقتصادهم في أصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما، وقادرون على تحرير ما تبقى من أرضهم من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأمريكيين، والأيام والشهور القادمة كفيلة بصواب الرؤية وتحقيق الهدف.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير أحمد حمادة