بلون فرح ممزوج بأمل يكبر ويكبر ليس في أيام العيد فقط بل مع كل صباح من صباحات سورية الجميلة ليعانق حلما لاحدود له في فضاءات الكون الفسيح، ويرنو لمشهد أجمل يعكس بكل معانيه ودلالته مهما تشعبت واتسعت عظمة وقوة وايمان شعب يحب الحياة ويعشق وطن البطولة والعز والفخار، ووطن الحضارات وأول الأبجديات.
إذ يعيش السوريون هذه الأيام طقوس عيد الأضحى المبارك ومعانيه الكبيرة السامية التي يحملها من خير وإخاء وتسامح وتعاون ودعوة لنبذ الخلافات مهما كانت وتوطيد أواصر التآخي والتماسك الاجتماعي بين جميع الشرائح المجتمعية ، حيث سورية نسيج اجتماعي واحد ، ومد الأيادي لتتشابك وتكون يدا واحدة قوية بقلوب تزداد إيمانا ورضى وثقة كبيرة بأن القادم أجمل.
ومع تعدد مظاهر الفرح بالعيد وترجمة الإحساس بهذا الفرح بجميع أشكاله ، تبقى معانيه جميلة للأطفال المتشوقين دائما للعيد ، أو للكبار وهم يحضرون مستلزمات ومتطلبات العيد حتى مع الظروف الاقتصادية الصعبة الخانقة التي زادت من الأعباء المادية وجعلت هذه التحضيرات تبدو عبئا كبيرا لإنجاز حتى أبسط أشكال متطلبات العيد وطقوسه بجميع تفاصيلها.
وفي صباحات العيد ومع كل الصباحات هناك رجال أقوياء عظام يستحقون أجمل وأعذب المعايدات ، هم الجيش العربي السوري البطل الذي حمى الأرض ودافع عن الوطن وقدم التضحيات لأجل أن يبقى الوطن عزيزا شامخا في وجه أي عدو أراد الخراب والتدمير ، وليسجل هذا الجيش أروع ملاحم العزة والبطولة التي سيخلدها التاريخ شاهدا حيا متجددا لسورية الأجمل والأقوى.
وتبقى ذكرى الشهداء حية متجذرة ، وهم الذين ضحوا بالأرواح وروت دماؤهم الزكية تراب الوطن وطهرته من دنس الإرهاب والأعداء ، لينبت الحب والخير والسلام ، وليولد الانتصار المشرف من كل التضحيات ومن كل أشكال القوة والعزيمة والإرادة المتسلحة بالصبر والإيمان لشعب وقائد وجيش بطل يحمي سورية التي أسقطت كل الرهانات ومؤامرات الأعداء .
وبكل المعاني والقيم السامية ومظاهر العيد ودلالاته ، هم السوريون دائما يحققون الانتصارات ،ويؤكدون صبرهم وعزمهم لمزيد من القوة والإرادة في مواجهة أقسى الظروف والتحديات المختلفة الأشكال ، حيث الأمل مقرون بالعمل والمسؤولية والواجب لأجل أفضل مرحلة عنوانها مزيدا من البناء وإعادة الإعمار.
حديث الناس -مريم إبراهيم: