بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
الغرب استخدم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضد سورية وروسيا بخبث شديد، وهذه الحقيقة، التي نطقت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بات يعرفها القاصي والداني، وبات يدرك معها أيضاً أن واشنطن وأدواتها وأتباعها، وحتى خبراء المنظمة نفسها، ومعدو تقاريرها، ضللوا العالم كثيراً حول ما يسمى ملف الأسلحة في سورية، بل اخترعوا لأنفسهم قصة تلك الأسلحة لاستخدامها ضد سورية وروسيا باعتبارها ذريعة مناسبة للابتزاز السياسي.
واشنطن إذاً تستخدم المنظمة مطية لها لابتزاز سورية وروسيا، ففي سورية رأيناها وهي تسيس كل تقرير خاص بالأسلحة المحرمة، وتحاول عبر الضغط إدانة الدولة السورية في اجتماعات منظمة الحظر بلا أدلة ولا حجج علمية ومنطقية، بل أكثر من ذلك رأينا المنظمة بإيحاء من واشنطن تتجاهل في تقاريرها وقراراتها الأدلة القاطعة التي تجرم الإرهابيين.
ومن قرأ بيانات هذه المنظمة التي يفترض بها الحياد والموضوعية، ومن قرأ تقاريرها عن المسرحيات الكيماوية التي قام بها الإرهابيون في سورية ومحاولتها إلصاق التهم بسورية وتبرئة منظومة العدوان وأدواتها، يجزم بأنها تحولت إلى أداة في لعبة كبرى تقودها واشنطن وحلفاؤها الغربيون لابتزاز سورية وأصدقائها.
فكل اتهاماتها الباطلة لسورية تتنافى مع العلم والمنطق والأدلة، وكل بياناتها صورة طبق الأصل عن تقارير واشنطن ورؤاها، وكل خطواتها وتوصيات خبرائها لتشويه سمعة سورية واتخاذ ذلك الأمر ذريعة للعدوان عليها، أو للضغط على الحكومة السورية للقبول باملاءات الغرب وشروطه للحل السياسي.
وأما في روسيا فالقصة تكررها واشنطن وحظر الكيميائية، فالتناقضات في مسودة تقرير المنظمة حول الوضع مع قضية المعارض “أليكسي نافالني” هي تزوير خبيث ومنهجي من قبل الغرب كما تؤكد موسكو، تزوير يستند إلى التضليل الممنهج الذي يرتكز إلى سلسلة من التزويرات لتشكيل الأجندة الانتهازية اللازمة للدول الغربية تجاه الخصوم والأعداء.
بخبث شديد تمضي أميركا في تضليل العالم حول كل القضايا التي تريد تسييسها، وبخبث شديد تزوّر المعلومات وتفبرك المزيد منها لتبتز الدول والحكومات ثم تتحدث عن الشفافية والحكم الرشيد والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان!.