لمصلحة من كل ما يجري من إرهاب ممنهج ومنظم على الأراضي السورية؟!، ومن المستفيد من إبقاء معاناة اللاجئين والمهجرين السوريين بفعل هذا الإرهاب ،وإبقاء معاناتهم على ما هي عليه؟!، ولماذا كل هذا التكالب الأمريكي الأوروبي، لعقد اجتماعات تآمرية دولية مكشوفة النوايا والمرامي، والتي تأتي تحت ستار المساعدات للمهجرين السوريين، بينما هي وسيلة لا أكثر ولا أقل لجعل خيار التوطين أمامهم هو الخيار الأوحد، وجعل خيار العودة إلى حضن الوطن من المستحيلات؟!.
هي أسئلة واضحة وصريحة، ولكن مجرد الإجابة عنها كفيل بوضع النقاط على الحروف، فلا لبس بعد اليوم، ولا أي تكهنات، أو مجال للتآويل على الإطلاق، ببساطة إدارة البلطجة الأمريكية تريد أن تبقي ورقة اللاجئين والمهجرين السوريين قيد الاستثمار على طاولة الابتزاز السياسي، وإن كان الثمن مزيداً من دموع السوريين، وفقرهم، ومرضهم، وحتى موتهم جوعاً في مخيمات تفتقد لأدنى الشروط الكفيلة باحترام الحياة الآدمية والإنسانية، وبالتالي علينا أن لا ننغش أو ننخدع بأي كلام يصدر عن أي مسؤول غربي يتحدث فيه عن حلول للأزمة في سورية، ولاسيما إذا كان هذا المسؤول ينتمي إلى دولة من الدول التي تشارك في الحرب الإرهابية على السوريين، وتستهدف بعقوباتها اللا شرعية أطفالهم قبل كبارهم.
الدولة السورية فتحت أبوابها على مصراعيها، ولطالما نادت عبر كل المنابر، وطالبت السوريين الذين أجبرهم إرهابيو الإرتزاق على مغادرة وطنهم، بالعودة طوعاً طبعاً، ومن جديد إلى أراضيهم وقراهم وممتلكاتهم، بعد أن حررها بواسل الجيش العربي السوري من براثن الإرهابيين التكفيريين، ومن أجل ذلك أصدرت العديد من مراسيم العفو، واتخذت العديد من القرارات الكفيلة بتأمين كل مستلزمات السوريين العائدين، وفعلاً هذه الدعوات أثمرت بعودة حوالي 5 ملايين مهجر سوري حتى الآن، وربما الأيام القادمة تشهد أعداداً أكبر من ذلك بكثير.
هنا نجزم أن منظومة العدوان على سورية ستواصل حياكاتها المهترئة، وسيناريوهاتها الملفقة، على ذات نول الأكاذيب الذي لطالما استخدمته منذ بداية الأزمة، وحتى يومنا هذا، لعرقلة عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، ولكن المؤكد لنا أيضاً، أن السوريين جميعاً كانوا وما زالوا يداً واحدة في الداخل، وفي الخارج، على حد سواء، فسوريتهم تجمعهم، وحبهم لوطنهم لا يمكن أن يقدر بثمن، وقريباً سيعود المهجرون بفعل الإرهاب، ليبنوا مع أشقائهم في الداخل، بلدهم من جديد، ويداً بيد، رغم أنوف المراهنين.
حدث وتعليق -ريم صالح