مسرح الطفل له أهمية كبيرة في حياة أبنائنا, فهو يبني شخصية الطفل ويدعمها ويقويها ويسير بها إلى طرق الإبداع, فلم يعد المسرح وسيلة للتسلية والترفيه فحسب، بل أصبح وسيلة فعالة للتعليم والتثقيف، ونشر الأفكار.
ماجعلنا نتحدث عن هذه الظاهرة هو الإقبال الجميل واللافت التي تشهده مسرحيات الأطفال التي تنظمها وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة ضمن معرض الزهور الدولي في دورته الحادية والأربعين وذلك على المسرح الروماني في حديقة تشرين بدمشق.
المتابع لتلك الأعمال يرى من خلالها البراءة على وجوه أطفالنا, ويدرك مدى أهمية هذه المسرحيات التي تقدم المتعة والفائدة للطفل وترسخ مفاهيم المحبة والوفاء بين الأصدقاء عبر مسرح تفاعلي ترفيهي.
وللإنصاف ماتقوم به وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا في هذا الاتجاه مهم, فقد شهدنا العديد من المسرحيات التي تُعنى بالطفل في العديد من المحافظات, ورأينا الإقبال الكبير من الأهالي والمحبين لهذه الخشبة وكذلك تفاعل الأطفال مع هذا النوع من الفنون الذي بات حاجة ماسة لهم وخصوصاً أن هؤلاء قد تعرضوا لحرب عدوانية على وطنهم ونفوسهم وهي بحاجة إلى الترميم من جديد.
من هنا نقول ما أحوجنا لمثل هذه الفعاليات التي تقدم قيماً وعلماً وخبرة وابتسامة مشرقة من خلال لغة بسيطة تصل إلى أعماق أطفالنا بالإضافة إلى أجواء الفرح والحماس في المكان كله ..
ولذلك كله نؤكد على إقامة هذه الفعاليات ونشجعها فهذا واجبنا جميعاً كل من مكان عمله, فمن يهتمّ بطفولة مجتمعه يكن معنياً بالمستقبل بوصفه أحد متطلبات التنمية المستدامة … وبالتالي ترتسم أمامنا ملامح درب جديدة مستمدة من وعي جيل الطفولة المعاصر الذي يتسم بقدراته في الحصول على المعلومات الدقيقة والواسعة في كافة مجالات العلوم والفنون والأدب… وهذا مانسعى إليه بحق .
رؤية -عمار النعمة