الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير-بشار محمد:
بين دمشق وموسكو علاقات تاريخية ليست جديدة تعبر عن عمق ترابط المصالح ومبدئية الطرفين في المقاربات السياسية المنطقية بالنظر إلى القضايا الإقليمية وحتى الدولية وهو أمر يفتقده الغرب حتى في علاقاته مع حلفائه. وتجلى ذلك في العديد من الأحداث على مستوى علاقات الدول، وتاريخها يشهد على ذلك فشتان بين غرب استعماري تقوده مصالح التحكم والسيطرة والسرقة والنهب وبين دول أخرى تقودها المصالح المشتركة وقيم الخير المشترك واحترام الآخرين وصولا لشراكة استراتيجية أبلغ مثالا لها العلاقة بين سورية وروسيا.
الاجتماع السوري الروسي الذي انطلق أمس لمتابعة المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين هو أحد أهم جوانب التنسيق عالي المستوى بين البلدين والذي يعكس الدور الروسي المحوري في مساندة سورية لجهة تأمين مستلزمات عودة اللاجئين بدءا من البنية التحتية وليس انتهاء بأصغر مقومات الحياة خاصة أن منظومة دول العدوان على سورية تحاول كسر إرادة الشعب السوري بالعيش الكريم وعملت على إفشال الدور الروسي الإيجابي في سورية ومقاطعة المؤتمر وأعطت آوامرها لاحتجاز المدنيين في مناطق سيطرة إرهابييها ومنعهم من العودة إلى مناطق سيطرة الدولة السورية .
بلغة الأرقام فإن العودة الطوعية والآمنة لنحو 5 ملايين مهجر سوري بفعل الإرهاب داخل وخارج البلاد وإصلاح 987 مؤسسة تعليمية و255 مؤسسة طبية و4966 مبنى سكنياً وأكثر من 14.4 ألف مؤسسة صناعية فضلاً عن الجسور والطرق السريعة وخطوط الكهرباء وتشغيل مئات منشآت المياه والمخابز وتنفيذ أنشطة مشتركة في إطار المشاريع الإنسانية لدعم الأطفال، وإطلاق آلية لتسهيل الإجراءات الجمركية تحت عنوان الممر الأخضر لصالح المصدرين الوطنيين من الدولتين الحليفتين وتطوير التجارة.
المؤشرات تشير إلى حصيلة عمل كبيرة نسبيا قياسا بالفترة الزمنية القصيرة لانطلاق المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في تشرين الثاني العام الماضي كما تعد أرقاما كبيرة قياسا بحجم المعوقات والظروف القاهرة والمتمثلة بالاحتلالين الأميركي والتركي ودعمهم للإرهابيين ونهب الموارد إلى جانب الإجراءات القسرية الاقتصادية الغربية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
الدولة السورية ماضية في خطواتها الواثقة لإنهاء الملف الإنساني وتأمين العودة الطوعية لأبنائها السوريين وتهيئة البيئة التشريعية المناسبة لانطلاقة إعادة الإعمار وبناء سورية المتجددة بدعم وتنسيق مع الحلفاء ومع دول صديقة أخرى لم تبخل في الدعم متعدد الأشكال لسورية في مواجهة الإرهاب العسكري والاقتصادي والسياسي أيضا .