لا شيء يبني كالمحبة ولا شيء يدمر كالحقد والكراهية .. لا بل إن ما تفعله المحبة والكراهية أهم وأخطر بكثير مما تفعله الأعمال والأفعال والسلوكيات النابعة من عنف أو دمار تخلفها الحروب، من هنا يأتي السؤال عن مسؤولية الجهات والمؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية في بناء جسور المحبة بين كل أبناء الوطن وتمتين النسيج الوطني في وطن المحبة والتسامح، وسؤال آخر عن مدى حضورنا أو غيابنا عن تصويب انحراف الكثير من الأمور عن مسارها الصحيح بدءاً من السلوك والنقاش والنقد والحوار .. ولا أريد أن يقتصر المثال على ما تشهده وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما هناك أمثلة كثيرة من وقائع حياتنا اليومية تدلل على انخفاض منسوب كثير من القيم في الممارسة اليومية لحياتنا.
صحيح أن آثار الحرب وتداعياتها والظروف المعيشية القاسية تسببت في تفاقم معاناة المواطن، وهذا أمر طبيعي، لأن أحد أشكال الاستهداف في هذه الحرب العالمية هو المواطن والحياة التي يعيشها وكل القيم التي تربى عليها، فكانت السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
وعندما نتساءل عن دور أصحاب الشأن في بناء الوعي وتعزيز القيم المستهدفة، لا تغيب عن الذاكرة بعض الحقائق ولا يمكن تجاهلها لأنها حقائق ثابتة لدى المواطن السوري حول خلفيات ما يجري من تآمر على وطنه.
أولها حقيقة إدراكه لوجود مؤامرة وأن الهدف من هذه المؤامرة هو إسقاط سورية.
وحقيقة أن الشعب السوري أثبت للجميع أنه قادر على تصويب بوصلته بالشكل الصحيح والتمييز بين الإصلاح والتخريب، لأن المواطنة لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن حرصه على ممارستها ويعبر عنها بالعمل البناء، وفي السياق نفسه يأتي دور المجتمع الأهلي و تعزيز التواصل ولغة الحوار و دور الأسرة وتأهيل أفرادها والعمل على إعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات ومواكبة التطورات في كافة المجالات.
الكنز- يونس خلف