لا وقت للانتظار ؟..

ثورة أون لاين- د خلف علي المفتاح : شكل صدور الدستور الجديد دخولاً مبدئياً للجمهورية العربية السورية في فضاء واسع على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا يستوجب تشكيل حراك حقيقي

على كل مستويات الدولة وفي المقدمة السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية بحيث يشكل الدستور الجديد بمختلف مواده ونصوصه خريطة طريق لها يرتب عليها إعادة النظر في سائر القوانين والتشريعات واللوائح الناظمة لعملها ويوجب على الحكومة وجميع الأجهزة التنفيذية وسلطات الإدارة المحلية وضع سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية تنسجم مع مضامينه، إضافة الى الدور المنوط بالسلطة التشريعية ممثلة بمجلس الشعب بما يتعلق بإعادة النظر بالقوانين والتشريعات النافذة، حيث حدد الدستور الجديد مدة ثلاث سنوات كحد أقصى لعموم أجهزة الدولة لإنجاز ذلك، ولا شك أن تحديد مدة ثلاث سنوات لا يعني الانتظار كل تلك الفترة الزمنية لإنجاز كل ما مطلوب، وهذا يتطلب من جميع الوزارات وضع خطط زمنية محددة وتشكيل لجان متخصصة للقيام بذلك العمل الوطني المهم .‏

إن الحديث عن دستور جديد يعني فيما يعنيه حركة نوعية باتجاه حياة سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية أفضل يلمس كل المواطنين وعلى مختلف مستوياتهم وانتماءاتهم ومناطقهم انعكاسه الايجابي عليهم وعلى مستقبل أبنائهم، وخاصة جيل الشباب الذي يفترض بالدستور الجديد أن يلبي رغباتهم وطموحاتهم ويستوعب طاقاتهم ويجعلهم القاعدة الصلبة والأساسية لبناء سورية المتجددة بما يمتلكونه من طاقات عقلية ومهارات عملية وذهنية متفتحة متفائلة بمستقبل واعد يحقق طموحات شعبنا وأمتنا في حياة حرة كريمة ورفاه اجتماعي حقيقي وتنمية متوازنة مستدامة .‏

إن الدستور الجديد لا يمكن اختصاره ببعده السياسي والفضاء الديمقراطي التعددي الذي يشكله أو بتجديده للحوض السياسي على المستوى الحزبي، وإنما بمنعكساته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية على مختلف الفئات الاجتماعية ولاسيما الطبقات الفقيرة والمتوسطة رافعة التغيير وحاملة الإصلاح الحقيقي في المجتمعات على مر التاريخ، وهنا ووفق تلك الخاصية لابد لأي مواطن سوري أن يتلمس بشكل حقيقي طبيعة ومضمون ومعنى ما تحقق .‏

إن مسؤولية ترجمة مضامين الدستور الجديد ومنعكسه الايجابي على الحياة العامة في بلدنا تقع على عاتق جميع سلطات الدولة ومؤسساتها، وفي المقدمة منها السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بحكم هرميتها ودورها المحوري في تنفيذ السياسات العامة وصياغة القوانين والتشريعات وتكريس مبدأ سيادة القانون وتعميق مفهوم المواطنة الحقة، ولعل الإسراع في تنفيذ وانجاز ذلك أمر في غاية الأهمية لأن الدستور الجديد في مضامينه وقصد المشرع منه جاء ليكون تعبيراً عن إرادة السوريين ورؤيتهم لمستقبل أفضل، إضافة الى انه يشكل مخرجاً وطنياً من الأزمة في سورية , وهذا يشكل دافعاً إضافياً للتعامل مع نصوصه بدينامية وطنية ومؤسساتية عالية الوتيرة .‏

khalaf.almuftah@gmail.com ‏

 

آخر الأخبار
جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب اقتصاد محصول الحمضيات "لا معلق ولا مطلق" والوعود "خلبية" سوريا ولبنان تسعيان إلى تعزيز التعاون وتجاوز العقبات الماضية بخطط استثمارية وتصديرية.."الدواجن" تعيد تموضعها في السوق " ذهب ومهر" .. حين يتحول الزواج إلى حلم مؤجل في حلب نقص الأعلاف يعيد تشكيل معادلة الإنتاج الحيواني والاقتصاد المحلي