ليس مبالغة أن نجدد القول ونؤكده كلما سنحت لنا الفرصة بالقول والتأكيد بأن الإعلام هو الرافع الأساس والبوصلة الحقيقية للمرحلة التي نمر بها، فمن يتابع نوافذنا الإعلامية على اختلاف أنواعها، سيجد أن القاسم المشترك فيها والبطل الرئيس هو الإعلامي بما يقدّمه من متابعات ورصده لواقع المجتمع والإشارة إلى مواقع الخلل فيه بقلم نزيه جريء لا يتوخى من عمله هذا إلا نقل الحقيقة إلى المعنيين بالشأن العام للقيام بدورهم والمساهمة في تطوير البلاد وإعادة الإعمار والنهوض بالمجتمع وخصوصاً ما يتعلق بهمومه وقضاياه اليومية.
ولا شك عندما يخصص السيد الرئيس بشار الأسد جزءاً كبيراً للحديث عن الإعلام ودوره، فهذا يعني أنه يطرح مهمات كبيرة على الإعلام الوطني لثقته بدوره الفاعل في المجتمع، وأهمية ما يقوم به، كونه يشكّل الجسر الذي يصل الحكومة مع المجتمع، بنقله للمعلومة من جهة، وطرحه للحلول الممكنة من جهة أخرى.
وهذا بدوره يضع الإعلامي ليس أمام مسؤولية الإشارة إلى مواطن الخلل، بل أمام واجب غرس الوعي والقيم الوطنية والإنسانية ومحاربة المفاهيم الخاطئة التي يحاول الإعلام المعادي تسريبها إلى مجتمعاتنا وإلى تفريغ القيم من محتواها عبر الفضاءات المأجورة وصفحاته الزرقاء والصفراء دون قيود أو حدود.
ولا نستطيع في هذه العجالة إلا أن نستذكر الشهداء من الإعلاميين الذين كانوا صنو الجيش العربي السوري وفي الصفوف الأمامية من الميدان، وكيف استطاعوا فضح ادعاءات الإرهابيين والداعمين لهم، فكانوا يحاولون إخماد صوتهم ولكن إيمان الإعلاميين بدورهم كان دافعهم النبيل للتضحية من أجل الوطن.
مهمات جليلة ودور مشرّف يقوم به الإعلامي، فاستحق بذلك أن يكون صوت الوطن الحر، ويستحق أيضاً أن يكون بموقع يليق به.
رؤية – فاتن أحمد دعبول