ينتفض ذكرها كما تنتفض نبضات العاشق وهو يرتل الحروف في رسائل سطور المحبة ،فالعاشق والمعشوق كلاهما ،حبيب وحبيبة، ولدا من رحم الوطن وعانقا عطره وهواءه وزينا ألوان العلم .
حروف مضيئة بنور الشمس توجت خصوصية مهنة وصفت بالجلالة رغم متاعبها الكثيرة وشقائها المتراكم والمضطرب ،احتلت المرتبة الرابعة لعقود من الزمن في تبويب السلطة، وكابدت عناء العديد من المعضلات .. إلى أن أصبحت اليوم في المرتبة الأولى،تتربع عرش الأحداث دون منازع وفي سلم أولويات الدعم عند أصحاب امبراطوريات الإعلام المركزية والمتفرقة على مستوى العالم ..
إنها الصحافة بكلّ تجلياتها الكبيرة والصغيرة، تلك الصناعة الوطنية المبدعة والخلّاقة، وهي تجسد فصولاً عامرة لمرايا عاكسة بدقة لمجهر حالة الأوطان والمجتمعات الناهضة والطامعة .
في عيد الصحافة السورية المصادف في الخامس عشر من آب كل عام. كان لوقع الاحتفال ميثاق عهد ومحبة بالأمل والعمل والعرفان بالجميل والقدرة على تخطي الكثير من العقبات ،مجسدة بتكوينها همزات وصل متلاحقة لشرايين من الكفاءة والخبرة والتصميم، استمرت على قهر الصعوبات وتحدت سلاسل القيد التي حاول الأعداء تقييد أصحابها المؤمنين بعدالة قضيتهم ، بجنازيرها الثقيلة ،فإذا بها تتقلص وتنكمش على ذاتها، وتنكسر أمام إرادة أصحاب مهنة الحرف والقلم والحبر الذي ماجف يوماً عن قول الحقيقة، ونافح قدر المستطاع في مختلف المعارك الإنسانية والمصيرية حفاظاً على وجهها النقي وهيبة هويتها ، ليبقى نبضه ونبضها وجدان جندي سوري صاح، لم تغفل عينه يوماً عن ثغور وحمى الوطن.
في حضرة العيد كانت لخطوات الجيل المؤسس والمشارك من الإعلاميين السوريين الذين أطلّوا بقاماتهم الأنيقة البهية رغم بعض ملامح التعب أثرها العميق في نفوس الأجيال المتلاحقة ، ما أضفى على العاطفة ولغة الوجدان صفاء ونقاء، وحرّض في مكامن النفس تلك القوة الخفية من تراكم منجزات النصر والعطاء الذي حمله بثقة وأمانة أصحاب مهنة البحث عن ولادة الحياة وزرعوها ابتسامة على وجنتي طفل فقد أمه وأهله، ومساحة تفاؤل في عيني مواطن عولجت قضيته وزال همه..
كلّ عام وحبر بياضنا ونبض صفحاتنا وهمة الأسرة الإعلامية بألف خير.
عين المجتمع – غصون سليمان