تقول مجلة فورين بوليسي إن الدبلوماسيين في السفارة الأميركية في كابول تلقوا أوامر من السي آي إيه بإتلاف الوثائق الحساسة فوراً وإجلاء الأكثر حساسية منها بواسطة طائرات الهليكوبتر ووسائل النقل المدرعة إلى مطار كابول، والسؤال هو: لماذا فعلوا ذلك؟!.
الإجابة عن هذا السؤال الهام قد لا تحتاج إلى كثير عناء لتفسيرها وفك شيفرتها، فالوثائق والمراسلات بين السفارة والبيت الأبيض والسي آي إيه ستكشف حتماً، في حال سقوطها بيد أحد، وبالأدلة والمعلومات المؤكدة، كيف أسست واشنطن تنظيم القاعدة وكيف دعمت طالبان وجندتهما لصالحها رغم أنها ادعت أنها تحاربهما، وستكشف الوثائق كيف اتفقت إدارة بايدن مع الحركة الإرهابية لملء الفراغ بعد رحيل القوات الأميركية الغازية لأفغانستان.
وبالتأكيد ستكشف تلك الوثائق حجم الاتفاقات عن المخططات المستقبلية لواشنطن المتعلقة باستهداف الصين وروسيا وإيران وربما كل دول الجوار الجغرافي لأفغانستان وكيف ستجند “طالبان” للتصدي للمهمة الجديدة.
وستكشف الوثائق حجم الاستهداف الأميركي لمبادرة الصين “الحزام والطريق” عن طريق قطع الطريق الصيني نحو منطقتنا العربية وأوروبا عبر “طالبان” وستكشف مدى وضع العصي في طريقها في قادم الأيام عبر الحاجز الجديد “طالبان” لتبقى واشنطن المسيطرة على اقتصاد العالم.
وستكشف أيضاً كم قتلت أميركا من الأبرياء الأفغان عن طريق الخطأ المزعوم الذي طالما أسمته ب(غير المقصود) وهي عامدة متعمدة، وكم نشرت من الفوضى الهدامة تحت مزاعم محاربة الإرهاب وغيرها من الأكاذيب.
كثيرة هي الاكتشافات التي ستفضح أميركا في أفغانستان والعالم فيما لو قدر لأحد أن يضطلع على تلك الوثائق، ولهذا تتلفها أميركا، ومع ذلك فإن اللوحة باتت واضحة للقاصي والداني بوثائق وبغير وثائق، وسواء أتلفت أميركا وثائق سفارتها في كابول أم لم تتلفها فقد تعرت على حقيقتها الاستعمارية والإرهابية والفوضوية، ولم يعد الإتلاف ينفعها في شيء إلا بشيء واحد وهو إخفاء خططها الجهنمية القادمة تجاه الدول والشعوب المعادية لها.
البقعة الساخنة -بقلم: مدير التحرير أحمد حمادة