في الوقت الذي كنا ننتظر فيه كمواطنين أن يحمل الاجتماع الأول للحكومة بعد إعادة تشكيلها برنامج عمل واضح الأولويات، وخاصة لجهة القطاعات الأكثر أهمية، وتواجه تحديات كبيرة ولعل في مقدمها الملف المعيشي، لجملة العناوين المهمة والواضحة والمباشرة التي حددها السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه الأخير مع الحكومة كأولويات أساسية للمرحلة القادمة، جاءت عناوين الجلسة عامة، سعت من خلالها التأكيد على استمرارها في تشجيع الاستثمار وتوسيع قاعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتكثيف الجهود لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار وتعزيز عمل مؤسسات التدخل الإيجابي والاستمرار بتصويب آلية الدعم وضمان وصوله لمستحقيه وتعزيز اللامركزية ودور المجالس المحلية ومعالجة مشاكل المواطنين وإيجاد حلول لها دون أي قرارات تنفيذية بخصوص أغلبية ما ذكر تعمل بالسرعة القصوى على تحقيق نتائج في قطاع أو ملف عاجل، يواجه الناس فيه صعوبات كبيرة رغم قناعاتنا بأن ما يمكن إدراجه تحت بند العاجل والضروري قد يشمل أغلبية القطاعات ولكن الوقت قد حان لوضع ملف من تلك الملفات المتزاحمة على الطاولة لمعالجته من الألف إلى الياء وليكن الخبز الملف الأكثر حضوراً حالياً في أحاديث الناس، ومع كل التحديات والصعوبات التي قد ترافق طريق المعالجة إلا أنه بقدر معرفة صاحب القرار لحيثياته وامتلاكه الإرادة ستظهر ثمار خيرة يقطفها المواطن والاقتصاد على حد سواء.
صحيح أن مسيرة العمل التنفيذي خلال السنوات الأخيرة لم تكن على مستوى طموح المواطن لظروف وتحديات كثيرة بعضها موضوعي وبعضها الآخر ناتج عن تقصير وعدم متابعة ولانشغالها في التفاصيل، واعتمدت سياسة تسويفية وابتعدت عن المكاشفة والشفافية مع الناس، ويضاف لكل ذلك أن روح الفريق غابت، لذلك شهدنا حالة غير صحية في تصدير القرارات والتراجع عنها بعد تعرضها لحملات انتقادات واسعة من المواطنين، والأخطر كان بتقاذف المسؤوليات وعدم قدرة أي وزارة تحمل تبعية إصدارها لأي قرار والدفاع عنه إن كانت هي فعلاً مقتنعة به.
ما يمكن تحقيقه في ملفات عديدة كبير وفعلي إذا أرادت الحكومة ذلك بعد تحديد برنامج زمني واضح ومكاشفة المواطن بكل ما يحيط بمعالجة هذا الملف او ذاك وليس أقدر هنا من الإعلام على الترويج الجيد والموضوعي لمراحل العمل إذا ما امتلك المعلومات الوافية عنها.
الكنز _ هناء ديب