المعرفة.. تفتح ملف الرواية الجديدة جداً

الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:

قدمت المعرفة في عددها 691 للسنة 60، نيسان 2021 مجموعة من الدراسات والبحوث، كنا قد أشرنا إليها سابقاً، واليوم نقف عند آخر الكلام الذي كتبه ناظم مهنا رئيس التحرير تحت عنوان “الروايات الجديدة جداً” ويطرح في بدايتها التساؤل التالي:
ماذا تقول الروايات الجديدة في أحدث دعوات منظريها؟ ولكن قبل أن يجيب عن السؤال عاد ليذكرنا بالروايات الكلاسيكية الكبرى ذات الطابع الملحمي الاجتماعي والتي حرص كتابها على أن تكون تعبيراً عن شخصيات واقعية متعددة الأصوات، وعن شريحة واسعة من المجتمع مع الحفاظ على أقصى حالات التشويق، كما عند بلزاك وتولستوي ودوستويفسكي..
ويضيف: ولكن هناك انزياحات نوعية حدثت في الرواية لدى جيمس جويس ومارسيل بروست، أطلق عليها النقاد وصف” الرواية المضادة” أي المضادة للنمط البلزاكي، ثم تحولت إلى موجة الرواية الجديدة مع آلان روب غرييه، إلى مرحلة التنظير لموت الرواية بصفتها جنساً ملحمياً معبراً عن المجتمع، واليوم نحن في الموجة الثانية من عمر الرواية الجديدة ما بعد الملحمية.
وبين مهنا أن آخر تعريفات الرواية الجديدة جداً أنها معبرة عن صوت الأقليات، والأقليات هم الهامشيون من المشردين والصعاليك الساخطين والضجرين، ومن فاقدي الهوية، وغير المندمجين في مجتمعاتهم والمنبوذين من الجهات الرسمية ومن عامة الناس..
ويرى رئيس التحرير أن عدداً غير قليل من كتابنا العرب تلقف هذا التعريف الغريب للرواية، واستجاب له بعض النقاد الجدد، ومنهم من تبناه بالمطلق وراح يفتعل حالات افتراضية أو متخيلة أو موجودة على نطاق ضيق، ليكون معبراً عن هذا النوع من الأقليات الاجتماعية، وهو لم يعرفها ولم يعايشها، متأثراً بهذه الموجة الجديدة من دعوات الرواية.
وبدوره أوضح أن هذا السرد نال اهتماماً إضافياً من المشتغلين بعلم الاجتماع بوصفه تصويراً واقعياً للمجتمعات في مرحلة معينة، بعيداً عن النظر عن الفن السردي، لأن المحتوى لديهم دائماً هو الأهم، فما يعنيهم أن تقدم الرواية وصفاً مقطعياً عن المجتمع أو تصويراً واقعياً توثيقياً يمكن اعتماده بوصفه مرجعية أو مصدراً لتأكيد نظرتهم أو أفكارهم حول مجتمع ما، أو حول نظرة الأدباء المحليين لهذا المجتمع ونظامه السياسي وتقاليده وعاداته وردود فعله ودور المرأة أو النظرة إلى المرأة فيه.
ويضيف مهنا: بين هاتين النظرتين الغربيتين للأدب الروائي، يقع الروائي الجديد في خيبة كبرى، وتعزل الروايات التي تكون خارج هاتين الدائرتين، فتهمل وتهمش الروايات التي لا تخدم النظرة الاستشراقية والدراسات الأكاديمية الغربية والتي تتحدث عن كفاح الشعوب ونضالها التحرري، وقلما تحظى باهتمام المترجمين، ومن ثم لا أمل في نيل الجوائز الممولة من الغرب.
ويصل رئيس التحرير إلى أسباب وقوع كتابنا في مطب الاستجابة لعلاقات القوة في الثقافة المعاصرة، والوقوع في تأثيرات وأحابيل العقل الاستشراقي، وتكريس النظرة الاستعمارية حول المجتمعات الشرقية، والبناء على أساطير مفتعلة وزائفة لترسيخ الهيمنة الغربية وتعزيزها.
وللأسف هذا النوع من الروايات الجديدة تعبر عن انعدام النضج في فهم الواقع، وأحياناً تكون تعبيراً عن التبعية وسوء النية بالمعنى السارتري، إذ يكذب فيه الروائي على نفسه وعلى مجتمعه، ويكذب حتى على الآخر الذي يلاقيه مرحباً به في الضفة الأخرى، ويعرف أنه يكذب.
والمؤسف أيضاً كما يبين مهنا أن هذا النوع من الروايات العربية هو السائد اليوم، ويروج له، وهو لا يحمل كبير قيمة ولا ديمومة، بل هو أدب وظيفي سلبي، وخطره أنه يغطي على الأصوات الحقيقية الجادة التي تُحاصر، والتي ربما لا تجد لها طريقاً للنشر، وإذا نشرت تلقى الازدراء والتجاهل.
ويجب أن نختم بأن ما نحتاجه أن يكون لنا نتاج له سمات وملامح مستقلة، تعبر بنضج عن المجتمع وتناقضاته، مع مواكبة التجديد والتفاعل مع الرواية العالمية، وهذه هي وظيفة السرد، وإلا لن يكون له قيمة، ولن نحظى بشرف أن يكون لنا مكان لائق على خارطة الرواية العالمية.

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية