بعد قرار إيقاف تزويد آلياتهم بالمازوت.. أصحاب (البيك آب) و(الفانات) الخاصة في حمص على مفترق صعب والجهات المعنية ترد..!

الثورة أون لاين – تحقيق – سلوى إسماعيل الديب:

قرار توقيف تزويد سيارات الشحن “الفانات والبيكابات” بالمازوت عبر البطاقة الذكية, ولَّد مشكلة عند أصحابها وصلت عند البعض للتفكير بالتوقف عن العمل, وبدوره هذا سيؤدي إلى مشكلة بطالة لعدد كبير من السائقين، فبعد أن كانت مشكلة قلة كميات المازوت محصورة بمخصصات التدفئة اليوم نحن أمام مشكلة تمس مورد رزق ولقمة عيش شريحة كبيرة من المواطنين وعائلاتهم.

*قرارات شفهية تمس قوت المواطن..

الثورة أون لاين التقت عدداً من المواطنين أصحاب تلك الفانات والسيارات الكبيرة المتضررة للوقوف على معاناتهم وما سببته لهم تلك المشكلة. ونقلنا همومهم واستفساراتهم للمعنيين في حمص.
ليحدثنا حازم خضير عن تجربته قائلاً: ذهبت في أول الشهر إلى كازية “الشعلة” لتعبئة مخصصات السيارة التي أعمل عليها ونوعها “فان هونداي” التي تعمل على المازوت وتمت تعبئة 40 ليتراً فقط، أخبرني العامل في الكازيه ألا آتي مرة أخرى حتى الشهر القادم، فقد أصبحت المخصصات 40 ليتراً لكل سيارة شهرياً، بموجب قرار وتوجهات، ليسأل خضير باسمه واسم زملائه عدة أسئلة وجهها للمعنيين: من الجهة التي أصدرت القرار؟
هل الوزارة المعنية تصدر قرارات شفهية؟ لأنهم طلبوا نسخة عن القرار ولم يحصلوا عليه.
من المستفيد من هذا القرار؟ وهل القرار خاص فقط في مدينة حمص؟
أصحاب القرار في دمشق هل هم على علم بهذا الأمر الذي يمس قوت أطفالنا؟
والسؤال الأهم إذا كانوا حولونا إلى الريف لنأخذ مخصصاتنا فأين هي النشرة بأسماء الكازيات؟؟ وكيف ذلك ونحن نحصل على مخصصاتنا بموجب رسائل نصية من شركة تكامل.

*مهددون بفقدان عملهم..
واليوم حتى الـ 40 ليتراً أوقف توزيعها وكل من يملك سيارة مازوت في حمص من شركات توزيع أو أشخاص أصبحوا على علم أنه لا مخصصات لهم وإذا استمر الوضع سنفقد نحن السائقون عملنا في وقت نحن أحوج من قبل لما نتقاضاه من أجر.
ولكن السؤال الذي يراودني أنا وزملائي هو أن المخصصات التي لم تصرف في أول الشهر الماضي وفي ربع الشهر الحالي أين هي؟ وهل سيتم تعبئتها بالكامل لنا أم أنها تبخرت؟ وهل ستنشر الآلية الجديدة بشكل رسمي لتعبئة المازوت للسيارات الخاصة؟ لماذا فقط في محافظة حمص حصل هذا الشيء؟ هل الوزارة على علم بهذا التقنين الجائر؟.

* مورد رزقهم..
“ملاذ الدرويش” سائق فان مازوت يعمل بالتوزيع كمندوب، قال: قرأت أمس خبراً على مواقع التواصل أن توزيع المازوت أوقف فقط في كازية “الشعلة” وموجود في باقي الكازيات فسارع بالذهاب إلى كازية “محمود خليف الفدعوس” فكان نفس إجابة كازية “الشعلة” ليس لكم مخصصات علماً أنهم سألوا في باقي المحافظات وهذا القرار لم يسر عليهم.
وأضاف: قد انعكس القرار سلباً على حياتي فزوجتي حامل وستضع مولودها في الشهر القادم وأنا لست موظفاً وليس لدي دخل سوى عملي على هذه السيارة، وأؤمن مصروف عائلتي بشكل يومي من خلال عملي، واليوم الذي لا أعمل به لا أستطيع تأمين مستلزمات منزلي، فأنا أُسوقُ للبضائع التي أحصل عليها من محلات الجملة في سيارتي حيث أجول فيها وأقوم ببيعها لمحلات المفرق مع نسبة ربح قليلة تقريباً بين الـ ١٠ والـ ١٥ ألف ليرة سورية، ومن ضمنها ثمن المازوت.

* أسعار خيالية للمازوت الحر..
وتابع: لا أستطيع شراء المازوت الحر حيث وصل سعر عشرين ليتراً لــ ٦٠ ألف ليرة احتاج يومياً لأقوم بجولة على المحلات نصف الكمية يعني ٣٠ ألف ليرة سورية وبحسبة صغيرة أكون خاسراً، أما عندما نحصل على مخصصاتنا من الكازية الـ 20 ليتراً بـ ١٠ آلاف هنا يكون الوضع مقبولاً، والكمية المخصصة لنا الآن من خلال البطاقة، كنا نحصل عليها كل ١٠ أيام كانت مقبولة، أما الآن فما زلنا في اليوم ١٩ من الشهر وصدر قرار عدم إعطاء المخصصات وإذ بقي القرار ساري، فأنا أمام خيارين أن أشتري المازوت بالسعر الحر وهنا أنا خاسر أو أترك العمل وأجلس في المنزل وأفقد فرصتي بتأمين قوت عائلتي.

*تهديد بفقدان عملهم..

أما محمد الدالاتي فأكد أنه بتاريخ ١١/٨/٢٠٢١ قصد كازية الشعلة ١ ورفضوا تعبئة مخصصاته من المادة الـ 40 ليتراً وتم إخباره بأن مخصصاته نقلت إلى الكازيات الخاصة، وعندما سأل أي كازية يجب عليه أن يقصدها، كانت الإجابة بعدم معرفتهم، وقد توقف عن العمل مدة أسبوع وحالياً يبلغ سعر الـ 18 ليتراً مازوت حر ما يقارب 50 ألف ليرة سورية، وحالياً بدأ رب العمل يفكر بإيقاف عمل الفان وليس لديه القدرة على تحمل الفرق الكبير في الأسعار في ظل الركود الاقتصادي الكبير في الأسواق.. حيث يصل الفرق بين الليتر المدعوم من الدولة والحر حوالي 2000 ليرة سورية.

* التوقف عن العمل..
أما السائق سامر الحوراني فقال بأنه لم يتمكن من الحصول على مخصصاته من مادة المازوت خلال هذا الشهر..
حيث أخبروه عندما راجعهم في اليوم العاشر من الشهر بأن مخصصاته لكل الشهر أصبحت أربعين ليتراً وعليه العودة بعد 11 الشهر، وعندما عاد أخبروه بأنه صدر قرار بعدم توزيع مخصصات المازوت للسيارات الخاصة، علماً أنه غير موظف وليس لديه أي مورد زرق غير عمله، ومنزله بالإيجار، فعندما كان يعمل لم تكن أموره بخير كيف إذا نتج عن القرار توقفه عن العمل، فهو الآن شبه متوقف عن العمل.

*محروقات حمص: خيارات صعبة..
أجاب مدير فرع محروقات حمص “نعمان الجوراني” عن أسئلة سائقي الفانات والسيارات الكبيرة وغيرهم، قائلاً: من تاريخ 10 آب الجاري تم تخفيض طلبات المحافظة بنسبة خمس طلبات وبالتالي نحن أمام خيارات صعبة إما إيقاف أفران الخبز أو المشافي أو نوقف النقل نهائياً، حيث توقفنا عن تعبئة مازوت التدفئة بعد أن نفذنا عدة طلبات، وذلك بناء على اجتماع لجنة المحروقات في المحافظة التي قررت إيقاف الفانات والبيكابات ومازوت التدفئة..

*القرار على مستوى القطر..
والقرار لا يطبق فقط في حمص وإنما يشمل كافة المحافظات والكمية المخفضة كانت تذهب للفانات وبيكابات الشحن أو التدفئة لذلك اضطررنا لإيقاف تزويدهم، نحن نحافظ فقط على استمرارية النقل العام مثل السرافيس الباصات الداخلية سرافيس القرى النقل بين حمص دمشق وعمل المشافي في ظل وضع الكهرباء السيئ، حيث أصبحت المشافي تحتاج ضعف الكمية من مادة المازوت، بالإضافة للأفران التي لا نستطيع التقصير بإعطائها مخصصاتها.

*الحصار أثر على كافة مفاصل الحياة..
وأضاف بأن أهم أسباب الأزمة هو الحصار وانخفاض المخازين الموجودة لدينا, وأكد بأن وضع المحروقات هو أفضل من وضع الكهرباء، وعلينا بالصبر، على أمل أن يكون الوضع أفضل في الشهر القادم.