حالة ملفتة خلقت أجواء غير اعتيادية فيما يخصّ موضوع آلية توزيع الخبز والكمية المخصصة لكل فرد، ومع تشكل الحكومة الجديدة عاد الأمل مع التمني الملح بإعادة النظر بهذه الآلية وتغييرها بما يتناسب مع طبيعة الأسرة السورية وعاداتها وتقاليدها وعددها، خاصة بعد أن كثر الكلام والاجتهادات والآراء بإعادة توطين المادة في محافظتي طرطوس واللاذقية والسماح بالحصول عليها من أي معتمد، الأمر الذي ترك انطباعاً جيداً لعدة أيام دون أن نصل لنتيجة أو حل حتى الآن لتعود الحالة ذاتها إلى المربع الأول وكأن شيئاً لم يكن، وبالتالي ازداد تفاعل الناس وقناعتهم بأن المعالجة إن حصلت ستطول ولن تكون مجدية كثيراً.
إن هذا الكلام وعدم ثقة المواطن بمثل هذه القرارات وإيجاد الحلول المناسبة يؤكده صدور برنامج توزيع الخبز الذي يحدد الكمية وعدد الأشخاص واليوم، واعتبار يوم الجمعة يوم عطلة لا يمكن توزيع المادة، أي أن هناك أربعة أيام في الشهر لا علاقة لها بالمخصصات.
ومن وضع هذا البرنامج لم يلحظ النقص جراء ذلك لذلك ترى كلّ يوم خميس خاصة في طرطوس واللاذقية وحماة أزمة خانقة لعدم توفر الخبز وهنا السؤال: ما الذي تغير…؟!
يجيب المواطن والواقع معاً لا شيء، نفس الكمية ونفس الآلية التي كانت سابقاً، إذاً فهم على موعد مع أزمة توزيع خبز متواصلة ما دامت تلك الآلية مستمرة…!!
وهنا لم نتحدث بعد عن نوعية الرغيف الرديء ونقص وزن الربطة، وآلية وصولها إلى القرى والأرياف عبر المعتمدين و….و… .
نحن هنا نطالب باسم آلاف المواطنين بحل هذه المشكلة من خلال آليات جديدة وإجراءات جديدة، حيث ثبت بالوجه والواقعي والاجتماعي عدم جدوى الإجراءات والآليات القائمة حالياً بل فشلها الذريع لا بدّ وأن تتم معالجتها بالسرعة الممكنة ووفق معايير وضوابط تضمن عدم الهدر وما أكثره من جهة، وتأمين الكمية المناسبة من جهة أخرى.
ومن غير المجدي الاعتماد على الحلول الجزئية والفردية المؤقتة، وبالتالي لا مناص من اتباع آلية جديدة وإجراءات جديدة لنخلق حالة جديدة بعيداً عن الضغط وتحمل الأعباء الثقيلة التي لم يعد بمقدور المواطن تحملها أبداً، وهذا ما ينتظره هذا المواطن الذي صبر وصمد وتعب وقاوم، وبالتالي من غير المعقول أن نصل إلى مرحلة العجز عن اجتراح الحلول لقضايا تلامس جوهر معيشة الناس وقوتهم اليومي.
فالغاز والماء والكهرباء والمازوت ومعها البنزين وقبلها رغيف الخبز متطلبات يومية لايمكن الاستغناء عنها ولو كان بالإمكان ذلك لاستغنينا عنها بعيداً عن وجع الرأس.
حديث الناس- هزاع عساف