في الوقت الذي بات فيه التصعيد والخداع والتضليل واستحضار الأوراق المحروقة السلاح الوحيد الذي تستخدمه منظومة الإرهاب بعد نفاد واحتراق كل أوراقها وخياراتها، يتجه المشهد نحو مزيد من التعقيد والاشتعال الذي لا تزال فيه أعواد الثقاب الأميركية والإسرائيلية حاضرة وجاهزة على الدوام لإشعال كل الجبهات، لاسيما الجبهة السورية التي تبدو أركانها وحواملها ثابتة ومتجذرة بعيداً في عمق الواقع الذي صاغت عناوينه دماء وبطولات وتضحيات الجيش العربي السوري.
وإذا كانت حقيبة سفر واحدة، قد وسعت كل ذعر وهلع وأوهام الافغانيين الذين هربوا على أجنحة الطائرات الأميركية التي حملت خداع ووهم عقدين من الزمن!؟، فإن هزيمة واحدة للولايات المتحدة خلال القادم من الأيام، قد تكون كافية لقصم المشروع الأميركي وربما قصم الاستراتيجية الأميركية، خصوصاً بعد أن باتت السياسة الأميركية مثار جدل وانتقاد من قبل الأميركيين أنفسهم بعد سلسلة الهزائم والإخفاقات المتتالية.
كل المعطيات تؤكد أن المشروع الأميركي على المستوى الخارجي قد دخل في مرحلة الاحتضار، وهذا باعتراف الكثير من السياسيين والمسؤولين الغربيين والأميركيين، لاسيما بعد “هزيمة أفغانستان ” التي أعادت دفع كل القاذورات الأميركية إلى سطح المشهد الدولي والإقليمي، خصوصاً تلك التي تتعلق بادعاءات الحرية والديمقراطية وشعارات الدفاع عن حقوق الإنسان التي لم تكن إلا مجرد مطية وأداة لاحتلال وغزو الدول والشعوب من أجل نهب وسرقة خيراتها وثرواتها.
نبض الحدث – فؤاد الوادي