تأخذ مشكلات التربية المنزلية أبعاداً شتى في ظل انفتاح غير مسبوق على عوالم مجهولة باتت ثؤثر في الإقناع والتقليد ،وحتى الترويج والتضليل.
فالأسرة بشكل عام لم تعد قادرة على ضبط أبنائها وإن كانت تمتلك من الوعي والثقافة الشيء الكثير . لأن محرضات الواقع ومتغيراته المتلاحقة تكاد تتحكم سلباً وإيجاباً بمتناقضات حياتية يومية مؤثرة بكلّ الاتجاهات، مخترقة جميع الضوابط والدوافع الرادعة .
ولطالما الأسرة السورية بشكل عام لم تعد مستقرة الاستقرار الكافي ولامطمئنة بما يسمح لها متابعة أبنائها في الرعاية والتعليم والتربية فهي لاشك فقدت أهم مقومات مهامها باعتبارها المعلم الأول لتنشئة الأجيال،وغرس مبادىء الأخلاق وقيم المحبة والغيرية والتسامح .
هذا العامل السلبي أجبرت عليه قسراً في ظل حرب عدوانية وظروف اقتصادية ضاغطة ،وواقع اجتماعي لم يعد يشبهنا بشيء للأسف .
ورغم كلّ ذلك لم تستسلم النسبة الكبيرة من مكونات المجتمع السوري لصورة الضعف والضيق والحاجة ،بل حاولت قدر الإمكان ترميم وجعها واستنهاض عزيمتها بما تيسر من مقومات عيش،وتربية وجدانية نبيلة متوارثة أباً عن جد، قدوتها الجندي العربي السوري صاحب المأثرة والفضل الأكبر في حماية الوطن من شرور الغزاة والإرهابيين الذي خاض ويخوض أقسى المعارك وأصعبها على امتداد التراب الوطني.
الأسرة السورية باعتبارها العمود الفقري في البيت والمجتمع تحتاج إلى المزيد من تهيئة الانفراجات سواء على صعيد إصدار القوانين أو الإجراءات الملائمة بما يخفف الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي ،والنهوض بما يضمن تحقيق الأفضل على المستوى الشخصي والمجتمعي.
عين المجتمع- غصون سليمان