وسط صمت السورية للتجارة وإحجام التجار عن الشراء.. خسائر الفلاحين فادحة بموسم التفاح في السويداء

الثورة أون لاين – السويداء – رفيق الكفيري:

بدأت مخاوف مزارعي التفاح في السويداء من عدم قدرتهم على تسويق المنتج من محصولهم تطفو على السطح عندما لم تحدد اللجنة الزراعية الفرعية على غير عادة أسعار تسويق المادة للموسم الحالي، وهذه المخاوف أصبحت الآن أمراً واقعاً، ما أدى إلى وقوع منتجي المادة تحت رحمة التجار /الضمَّانة/ الذين يضعون أسعاراً بخسة وعلى هواهم لشراء المحصول لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج الباهظة.

*استغلال التجار والتزام الصمت..
تجار التفاح أو ما يسمى “الضمانة” رغم قلتهم هذا الموسم استغلوا ثلاثة قضايا: عدم الإعلان عن التسعيرة النهائية للتفاح لتاريخه وتساقط التفاح على الأرض بشكلٍ كبير، وضعف الحركة الشرائية في هذا الموسم على غير العادة خلال المواسم السابقة أدى إلى استعجال الفلاحين ببيع منتجهم خوفاً عليه من التلف أمام أعينهم تجنباً للخسائر المادية الكبيرة التي يمكن أن تحصل جراء ذلك وكساد إنتاجهم الذي يقدر بأكثر من ٥٠ ألف طن نتيجة لعدم تسويقه، خاصة وأن السورية للتجارة ما زالت هي الأخرى ملتزمة الصمت إزاء استجرار مادة التفاح من الفلاحين.

*ارتفاع أجور النقل..
وفي سوق الهال بمدينة السويداء معظم تجاره هم تجار نصف جملة عاجزون عن استجرار كامل الانتاج، والتوجه إلى سوق هال دمشق يصطدم بعقبات كبيرة ويرتب أعباء مادية باهظة على المزارعين تثقل كواهلهم وتشكل هاجساً مقلقاً بالنسبة لهم بسبب ارتفاع أجور النقل التي تجاوزت الـ 500 ألف ليرة من قبل السائقين بذريعة شراء أصحابها المازوت من السوق السوداء وبسعر ٣٥٠٠ ليرة لليتر الواحد، فضلاً عن ذلك وهذا الأهم هو الكمسيون الذي يتقاضاه سماسرة سوق هال مدينة دمشق والذي يصل إلى ٧% من قيمة كل نقلة.

* بازارات استغلالية..
ولفت المزارعون إلى أنه لتاريخه لم يروا ولو بارقة أمل ضئيلة بتسويق المنتج خارجياً، ما يُبقي لهم خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم هو بيع منتجهم من التفاح بالأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق الحسبة غير النظامي بسعر ضئيل إذ لا يتجاوز ٥٠٠ ليرة للكيلو الواحد.

*بانتظار التسعيرة..
من جهته مدير زراعة السويداء المهندس “أيهم حامد” قال: ننتظر اعتماد تسعيرة التفاح التي وضعتها اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة، من قبل اللجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء، وأضاف: يوجد هذا الموسم معاناة حقيقية بتسويق التفاح خاصة مع الغياب شبه الكامل للتجار.

*غرقة الزراعة: شبه معدوم..
رئيس غرفة زراعة السويداء “حاتم أبو راس” أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة تسويق التفاح هذا الموسم، خاصة وأن حراك التجار الراغبين بشراء الإنتاج من الفلاحين هذا الموسم شبه معدوم لذلك يبقى أمل المزارعين معقوداً على السورية للتجارة إضافة إلى محاولة تأمين أسواق خارجية للمنتج وإلا فإن الخسارة ستكون كبيرة على المزارعين، لافتاً إلى تواصل الغرفة مع جميع الجهات ذات الصلة لحل موضوع التسويق الخارجي.

*السورية غير ملزمة..
مدير فرع السورية للتجارة بالسويداء “ربيع غانم” قال: لغاية هذا التاريخ لم تصلنا التسعيرة النظامية للتفاح من الإدارة العامة، مضيفاً أن تسعيرة اللجنة الزراعية الفرعية هي تأشيرية، وغير مُلزمة للسورية للتجارة وما زلنا ننتظر تعليمات الإدارة العامة. لافتاً إلى أن سعة وحدات التبريد لدى الفرع تبلغ ٤٠٠٠ طن فقط.