الثورة اون لاين – فاتن دعبول:
في مبادرة هي الأولى من نوعها، دعا اتحاد الكتاب العرب أعضاءه من المرشحين والمشاركين، بهدف التعريف بهم أولا ومن ثم الاستماع لاقتراحاتهم وآرائهم للوصول إلى استراتيجية عمل ثقافية لتطوير عمل الاتحاد والارتقاء به.
وبدوره بين د. محمد الحوراني رئيس الاتحاد أن الارتقاء بالعمل لا يمكن أن يتم فقط من خلال رئيس الاتحاد والمكتب التنفيذي وحسب، لأن دورهما هو الإشراف على حسن سير العمل ومحاولة تنظيمه، والعمل الحقيقي يتطلب أن يعمل الجميع كفريق واحد، نتشارك الأفكار والآراء والخبرات، من أجل تطوير العمل سواء في الجمعيات أو المطبوعات والدوريات.
ويضيف: الاجتماع اليوم مع المرشحين والمشاركين من أجل توضيح دورهم الذي لا يقتصر فقط على حصولهم على بطاقة العضوية، ومن ثم التمتع بامتياز الحصول على الضمان الصحي والمشاركة بالمحاضرات التي جميعها ربما لا تغني ولا تسمن من جوع، فليس هذا هو دور الاتحاد، لأننا في بلد هي أحوج ما تكون إلى مشروع ثقافي، فلو كان في سورية مشروع ثقافي، فكري، مجتمعي متكامل، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
ويرى الحوراني ضرورة اضطلاع الأعضاء بتقديم كل ما من شأنه أن يرتقي بعمل الاتحاد، ولهذا لابد من رصد ما يقدمه العضو المرشح أو المشارك خلال فتره وجوده، فعندما لا يقوم بدوره فالاتحاد لا حاجة له بوجوده لأنه سيكون عبئا على المنظمة.
وتمنى رئيس الاتحاد على الأعضاء تقديم اقتراحات لفعاليات لها هدف وخصوصا في الأرياف والتوجه للأطفال والشباب، والأهم العمل كفريق واحد.
نتطلع إلى التجديد
وبين د. فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي في تقديمه أن اللقاء هو لقاء اجتماعي ثقافي، ليتعرف أعضاء المؤسسة على بعضهم البعض ولسهولة التواصل، فالاتحاد مؤسسة رائدة في القطر، تصنع الثقافة فكرا وإبداعا ونقدا، وتتطلع إلى التجدد والتطور باستمرار.
وأضاف: لقد وضع المكتب التنفيذي في دورته الحالية نصب عينيه أن ينتقل بالاتحاد نحو الأفضل مع التقدير والاحترام للزملاء السابقين، واللقاء هو لقاء عقول جديدة، شابة لها حضور في مجال الثقافة، وسيكون لها الدور الهام في مسيرة الاتحاد، والاهتمام بصناعة الثقافة وتطويرها من جانب، وخلق علاقات اجتماعية من جانب آخر، وعرض التحديات التي تواجه الأعضاء سواء على صعيد الطباعة والنشر أو فتح آفاق جديدة للارتقاء بالاتحاد الذي سيفتح عقله ويقدم إمكاناته جميعها للتطوير.
وأوضح بدوره أن هذه التجربة ستكرر في حفلات تعارف تضم زملاء من المرشحين والمستجدين والمشاركين في الفروع جميعها.
اقتراحات وآراء
واستمر الأعضاء المرشحون بتقديم أنفسهم وما أنجزوه من إبداعات في فنون الأدب كافة، بالتزامن مع تقديم اقتراحاتهم وطروحاتهم، وقد بين طالب إبراهيم أهمية بث الوعي بين الناس، لأن ثمة هجوم على الذات العربية، هذا إلى جانب الاهتمام بالنشر الالكتروني، وأن يزود موقع الاتحاد بتقنيات احترافية يسهل الوصول عبره إلى المعلومات والوصول إلى أكبر شريحة من المتابعين، والعمل على التوثيق الالكتروني حتى لا نبقى بدون ذاكرة ثقافية، علما أن الكتاب هو الذاكرة الحقيقية الأكثر مصداقية.
وأكد حسن أحمد حسن على دور الاتحاد في تصحيح المصطلحات التي شوهت من قبل الآخرين، بينما توقف رفعت بدران عند أهمية دور المثقف في نشر الوعي، وعرض غسان حورانية مشكلته في عدم التنسيق بين المؤسسات الثقافية، أما كمال شوفاتي الذي أعيدت له عضويته وأنصفه الاتحاد أشار إلى ضرورة أن تكون العلاقة بين الأعضاء مبنية على المحبة وعدم الإقصاء.
وقال ديب علي حسن أمين تحرير الشؤون الثقافية في جريدة الثورة” أنا لا أوافق أن الثقافة ليست بخير، ولكن نعاني من رأس المال الجبان، الذي لا يستثمر في الثقافة، فليس لدينا رجال أعمال يتبنون مشاريع ثقافية ..”
وأشار بدوره إلى نادي الصحفيين وكيف تم استثماره من قبل بعض التجار، وبذلك حرم الصحفيون من مكان حميمي كان يجمعهم، كما بين أهمية نشر الأكشاك ومراكز بيع الكتب في كل مكان، لأن ثمة تعطش حقيقي للكتاب، ولن يهزم الكتاب أمام النشر الالكتروني، هذا وألمح إلى ضرورة إنشاء سوق الكتاب الشعبي.
وطرح إياد مرشد مدير مكتبة الأسد الوطنية قضية تحويل الثقافة إلى مشروع اقتصادي ورفع الأجور والمكافآت، بالإضافة إلى التشبيك والتعاون مع مؤسسات ثقافية أخرى.
وبين الشاعر سليمان السلمان ضرورة التواصل مع قضايا المجتمع وتسليط الضوء على آلام الناس وهمومهم، وتقديم الحلول الممكنة.
وبدوره بين د. محمد الحوراني أنه سيتم الاهتمام بالطروحات والآراء جميعها، واستثمار بعض المشاريع للنهوض بالوضع المادي للأعضاء، هذا إلى جانب اختيار الفعاليات النوعية التي تسلط الضوء على الواقع وقضايا المجتمع، والعمل بجدية والالتزام بحضور الاجتماعات ومتابعة المستجدات.
كان لهذا الاجتماع أثره الإيجابي على الأعضاء، لأنه اتسم بالشفافية والمكاشفة الحقيقية، فقد اتسمت الآراء بالجدية والجرأة، وخلقت جوا من الإلفة بين المرشحين والمشاركين والأعضاء، وفتحت لهم أبواب الاتحاد على مصراعيها للعمل والتطوير وتقديم كل ما من شأنه أن يعلي شأن الثقافة بين شرائح المجتمع كافة.